الاحترام

أن تكونَ شخصًا  محترمًا هذا رائعٌ، ولكن أن تكون شخصًا غير محترم فهذا سيء للغاية، فالاحترام قيمةٌ حميدة مميزة للإنسان إذ يجعله يتعامل مع مايحترمه بتقدير، فالبعض تحترمه؛ لأنه محترم والبعض نحترمهم لأننا محترمين، أي أن الاحترام فن وليس كل من يتعلمه يتقنه، فمن يحترم الآخرين ويقدرهم ويحترم عقلياتهم وطريقة تفكيرهم  وحديثهم وفارق العمر بينهم ويحترم حريتهم ويقدر ظروفهم  يستحق أن يُحترم “احترم تُحتَرم ” . 

الاحترام يُولِّد الحب والتألف بين الأرواح وإن كانت بينها مسافات واختلاف ثقافات، و أيضًا قد يكون الاحترام من الأدب حتى لو لم نحب الآخر، الاحترام هو أجمل هدية يقدمها الإنسان للناس، فالأدب لايباع ولايشترى بل هو طابع في قلب من تربى، كم هو جميل أن نغرس في نفوس الآخرين بذرة جميلة إن لم تكن حبًا فلتكن احترامًا، وكم هو جميل أن نبتعد عن التعالي والتكبر والعنصرية اللواتي يجعلننا نستحقر ونستهين بالآخرين وننقص من شأنهم بنظرة دونية، فإذا سقط الاحترام سقط معه كل شيء فلا حب بدون احترام ولا صداقة بدون احترام ولاقرابة بدون احترام ، جميعنا بشر وجميعنا خُلقنا من طين فنحن متساوون،  لذلك قال رسولنا صلى الله عليه وسلم : ( الدين المعاملة )، الاحترام الوجه الآخر للحب، هنالك أشخاص حتى عندما يكون مزاجهم سيء يحادثونك بأدب فهؤلاء هم فقط من يستحقون الاحترام ، وأيضًا احترم أولئك الأشخاص الذين يخبرونني بغضبهم أو بانزعاجهم من تصرف حدث مني لأنهم فتحوا طرق لتوضيح السبب ليس كمن يكتم وينهش لحمي بالخفاء، احترم مَنْ يبدأ بالسلام ومن يقابلني بابتسام ويحدثني بحلو الكلام، احترام الناس لايعني الحاجة إليهم إنما مبدأ نتعلمه من ديننا وتربيتنا، فكونوا أثرياء بأخلاقكم .. أغنياء بقناعاتكم، وكبارًا بتواضعكم 

اعطني احترامًا .. أعطيك ماهو أكثر  

مها السليم