11المميز لدينازوايا وأقلام

أشعر بأنني سأعتزل الإعلام … قريبًا

نعيش وسط هذا العالم المجنون نضيع فيه , نبتلي كل يوم بما يقوم به غيرنا من تصرفات ولا نستطيع أن نقول هذا صحيح وهذا خاطئ لأن الموازين انقلبت فكان الصحيح خطأ والعكس .

للأسف الإعلام الآن يواجه في زمن السوشيال ميديا سقوطًا مخيفاً باتجاهين:

أولًا : دخول بعض المسوخ التى اقحمت نفسها في الإعلام والابتذال والتهافت من قبل شرائح مجتمعية واسعة وللأسف من بعض المنابر الإعلامية والتى أصبحت غير مهنية في استخدام المعلومة بطريقة مشوهة ومقلوبة بهدف الربح والحصول على المال متناسين عقول المتابعين والاستهتار بها ثقافيًا  .

ثانيًا: 

التهاون مع تلك الأبواق السوشلية وأصبحوا مجرد ببغاوات ناطقة لتمجيد من يدفع أكثر مهما كان نوعه ودوره الوطنى .. أو ما يقدمه ..

وأصبح الكلُ إعلاميًا يحمل اللقب دون دراية بحجم هذا الاسم الرفيع للأسف ..

كل ذلك للأسف أفقد الإعلام هيبته وأهميته ومكانتة، التي يستحق. وكلا الاتجاهين خطران، ويفتقدان لأبسط معايير الإعلام الناجح.

بل إن هكذا إعلامًا يُمثل هزيمة حقيقية للثقافة والذوق والنظام.

ولا يمكن أن ينتج عنها سوى انتشار التخلف وإنشاء جيل لايعرف كتابة اسمه على أقل تقدير بل ويصنع جيلًا متخلفًا فكريًا وعقائديًا . 

نعم أصبح الإعلام مهنة لمن لا مهنة له وأصبح الإعلام عبر السوشليات الوقتية التى لا تحفظ الحقوق ولا تُبرز التاريخ ولا تُرسخ الثقافات التى يجب أن يتوارثها الأجيال بدراية ليسهموا في بناء وطنهم للأسف ..

سأعتزل الإعلام والعالم المخيف فيه، والذي لم يعد إلا صناعة الأغبياء والمهرجين ..

هذا ولأسباب كثيرة و يكون بسبب أن المجتمع أصبح مجرد آلة لاينتقد ولا يعي ما يدور حوله للأسف ..!

لم أكن أعرف هذه الأيام أن عالم الإعلام يترجم كل حركة على الهوى الساري إليهم وبدون مقاييس ؟! 

وأصبح مهنة من لا مهنة له فلهم لغة تخصهم وأنا لي لغة تخصني.. فأنا من الجيل القديم جيل الورقة والقلم جيل تحمل المتاعب جيل التقصى والحقيقة ..

جيل إبراز الإيجابيات وتجنب السلبيات والابتعاد عنها .. والحرص على الأمن الفكري للمواطن من أجل أمنه وأمن الوطن …!!

من هذا المنطلق فأنا قررت وسألتحق بغيري من الجيل السابق لأحفظ ماء وجهي وأحتفظ بذكريات الزمن الجميل … زمن الكلمة والمحتوى ..!

نعم أشعر بقوة أني سأغادر وسألتزم الصمت من جديد

ومن اليوم وصاعدًا سأغير لغتي ومنهجي فعالمهم يختلف تمامًا عن عالمي

فلغة الترجمة لديهم غير لغتي . ومن أجل ذلك سأعتزل ..

سأرحل عن الصحافة حيث .. اللا أثـر

سأعتزل النقل والخبر والنقد والمدح ..

سأرحل .. بكل ما فيّ من الشعور .. بكل كياني … ونبضاتي ..

وأعيش بوحدتي .. مع ذاتي وقلمي ..! لأحكي لأحفادي تلك القصص والعبر..!

يجب أن أنسى ما مضى .. وانسى ما همني وما خفى ..

فأنا لا أجيد تلك الألعاب البهلوانية في سيرك الإعلام السوشلي المريض.

والإعلام لم يعد صناعة بل أصبح الإعلام يئن بأوجاعه .. وهاهو يهوي بين مهرج وملقوف

كتبه الاعلامي – سعود الثبيتي

مقالات ذات صلة

‫7 تعليقات

  1. ‏سابقا كان الاعلام والجرائد والتلفاز هو من يوجهه الناس

    ‏الان كل مشهور اصبح يوجهه من لديه بحسب مايراه مناسب ؟؟

    ‏الهم اجعلنا مصلحين لامفسدين

  2. السلام عليكم ورحمة الله برفسور…
    اعجبتني جدا المقال ولمست بها قوة واعلان كامل انك راس الحكمه فطالنا عرفت فالزم…

    لان دورك عظيم..
    خلقنا على ارض اله لنكمل الرساله ولنا برسولنا العظيم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم اسوة حسنه…

    انه رغم كل التحديات التي لامست حياته لكن بقي صامد رغم ماكان حوله فنحن بزمن ليس اصعب من زمنه ابدا…

    نحن فقط تغير فيها حكم العقل لحكم الهوى…

    فلنبقى صامدون لاننا اقوى بايماننا ولتابع المسيره رغم مايصادفنا من امور تصعقنا لاننا لسنا كااي امه ابدا…

    شكرا لك ولقلمك المعبر دائما عه حرقتك لعملك وامتك والله يكتب لك الاجر يارب…احترامي!
    ولكن برفسور الثبيتي صاحب رساله لن يرحل الا يوم تسحب ورقة امتحانه وهذا بقدر الله…

    لكن طالما هو لازال على ارض الله فلن يرحل الا بالظلام بقامه لينير لنا الطريق باذن الله وللاجيال القادمه…

  3. نعم هو الحقيقة اصبح الاعلام المهرج
    لأكن زمانكم هو زمان القلم القوي نعم
    القلم زمن صاحبة الجلالة

  4. اليوم استاذنا الفاضل لا نفهم أحد لانعرف ما الخطأ وما الصواب حضرتك علي حق في كل كلمه الإعلام الان لا يظهر إلا الشخصيات المهرجه التى لا قيمه لها ولكن علينا أن نحارب ذلك الفساد فهذا واجبنا وهي رسالتنا في الارض يجب ألا نضعف أمام الظروف الخاطئه التى نمر بها

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88