غلاء الأسعار… وجع يضرب قلوب المصريين من جديد.

يا ولاد أنا ف حالي زي النقش في العواميد … زي الهلال اللي فوق مدنة.. ال بناها عَبيد،.. وزي باقي العبيد باجري على عيالي…. باجري وخطوي وئيد من تُقل أحمالي، محنية قامتي .. وهامتي كأن فيها حديد…..

على وقع كلمات الأسطورة “صلاح جاهين” يعيش المصريون حياتهم الصعبة من غلاء الأسعار يومًا بعد يوم، وكأن القدر يقف لهم بالمرصاد، (أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ)، كانوا يمنون النفس بأيام حلوة غضة هنية، ولكن لله الأمر من قبل ومن بعد، فهم مازالوا يعيشون على الأمل

تقرير / محمد العبد اللطيف

حالة من الغليان أصابت المجتمع المصري عامة وأصحاب السيارات الأجرة والميكروباص خاصة بعد زيادة أسعار الوقود، مما أدى لارتفاع التعريفة على مستوى محافظات مصر كلها، وما كان من الركاب إلا أن رفضوا دفع أي مبالغ إضافية مما تسبب في مشادات كلامية بين السائقين والمواطنين وامتنع البعض عن الركوب.

وقد انتقلت صحيفة هتون إلى أحد مواقف السرفيس والميكروباص في محاولة لرصد نبض الشارع بعد مرور عدة أيام على ارتفاع أسعار البنزين والسولار على مستوى الجمهورية

في بداية الحديث يرى السائق” محمد سعيد” أن قرار ارتفاع سعر السولار والبنزين في هذا التوقيت يمثل مصيبة وكارثة؛ بسبب ارتفاع أسعار الكهرباء والمياه الجنونية التي سبقتها من حوالي شهر، مضيفًا ” هنجيب منين نأكل ونشرب ونعلم ولادنا وندفع إيجار شقة.”

وبنبرة عالية غاضبة أضاف: لن أستطيع دفع أقساط السيارة، أنتوا ليه عاوزين الحياة صعبة على الغلابة “

أما “عبد الله معروف” موظف يقول: التوقيت غير مناسب، لأن رفع الدعم يقابله رفع في المرتبات لكي تساعد الفقراء على مواجهة صعوبات الحياة، وعلى الدولة أن تتحرك مسرعة إذا أرادت أن يعيش المواطن حياة كريمة،موضحًا لابد من وجود تعريفه ومتابعة المواقف دائمًا.

ونحن بداخل الموقف شاهدنا موقفًا حصريًا، حيث تصاعدت المشادات الكلامية بين عدد من الركاب وأحد السائقين بعد أن حدد السائق تعريفة جديدة على الركاب تزيد عن التعريفة المحددة.

وعن الحديث مع “رضا محمود” استنكر الزيادة وقال إن المواطن لن يستطيع تدبير وتوفير المبالغ المالية اللازمة لمواجهة الغلاء، مضيفًا يعني إحنا هنصرف على ولادنا وكمان على السواقين”.

حيث لا يوجد رقابة على المواقف وبالتالي أصبح السائق هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في تحديد سعر الأجرة، ولأن الدولة لا توفر عربات النقل العام؛ لذلك يتكلم السواق كل جرأة ويقول” ال مش عاجبة ينزل” فيضطر الركاب للدفع صاغرين

وتقول “مديحة محمود” طالبة: إن السائقين استغلوا زيادة أسعار السولار ورفعوا تعريفة الأجرة على المواطن، لابد من رقابة صارمة عليهم.

وتقول “عزيزة عبد الله” موظفة: إن قرار الحكومة في زيادة أسعار الوقود يتسبب في عودة الزحام مرة ثانية، وتجديد المشاكل أمام محطات البنزين؛ بسبب طوابير السيارات التي قد تنتج عن وقوف السيارات أمام المحطات وبالتالي تسبب أزمة مرورية.  

أما “سهير عبد الله” موظفة فترى أن قرار الحكومة بزيادة أسعار الوقود تتسبب في عودة الزحام والتكدس والمشاكل أمام محطات البنزين بسبب المشادات بين أصحاب السيارات من جهة والعاملين في المحطات من جهة أخري،  فقد تمتد طوابير السيارات لعشرات الأمتار مما تسبب في أزمة مرورية وتعيد ذكرياتنا للأيام البائسة .

وبالحديث مع السائقين أعرب عدد كبير منهم عن استيائهم الشديد ورفضهم ارتفاع الأسعار؛ لأن ذلك يسبب أزمة جديدة ومشاكل على المواطنين الذين لم يعد يتحملوا أي أزمات وجاءت كلماتهم بطريقة مختصرة وغاضبة معبرين” الحياة بقت صعبة، وارتفاع أسعار السولار قرار صعب على الكل وليس الركاب وحدهم”

وبالحديث مع الحاج “محمود الغمراوي” أوضح لنا إن القرار صعب ولكن علينا التحمل من أجل الوطن والوقوف بجانب الدولة من أجل تخطي هذه المرحلة الصعبة في حياة الوطن، مبينًا أن الخير قادم إن شاء الله،

وبالحديث مع الأستاذة “رحمة السيد” قالت: القرار صعب لكن لازم نتعايش مع الواقع ولازم نكون مع الدولة في قرار دعم الاقتصاد، وعلى كل حال نحن أفضل حال من غيرنا.    

وبتواجدنا داخل أحد المواقف تفاجأ الجميع بوجود حملة من رجال الشرطة لمتابعة الموقف وتعاملهم مع السائقين الذين يريدون تغيير التعريفة وزيادتها على المواطنين 

نسأل الله ان يرفع عنا البلاء والغلاء والمحن وأن يجعل مصرنا واحة للأمن والآمان.