فن و ثقافة

مركز الفهرس العربي الموحد.. منصة الخدمات المعرفية للعالم العربي

تفاعلت ثقافتنا العربية مع تطورات المعرفة المعاصرة، تفاعلًا إيجابيًا ملحوظًا، واضطلعت المكتبات العربية الرائدة بأدوار كبيرة ملموسة في تعظيم التعاون المعرفي وإثراء التواصل الثقافي والعلمي بين مختلف دول العالم العربي. وتأتي في طليعة هذه الصروح الثقافية والمعرفية مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض، التي أفرزت من خلال مشاريعها الثقافية الضخمة ركيزةً مهمة في هذا التعاون المعرفي بين المكتبات ومراكز المعلومات خليجيًا وعربيًا.

خالد عبد الرحمن / واس
ويشكّل مركز الفهرس العربي الموحّد، أحد أبرز مشروعات مكتبة المؤسّس العلمية التي أنجزتها مكتبة الملك عبدالعزيز، الذي تبنته برعاية من المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – ؛ ما حقَّق نقلة نوعية، وقيمة كبرى مُضافة في مجال توفير مصادر المعرفة وتنظيمها، عبر الشراكة مع العديد من الدول العربية تسهيلاً لوسائل المعرفة، وتوفيرًا لأساليب استخداماتها المتعددة في مختلف المجالات؛ حتى بات أيقونة المشاريع المعرفية العربية، به يتجدّد الأمل في طموحات العمل العربي الثقافي المشترك، الهادف إلى إثراء الساحة العربية بخدمات ونشاطات الفهرس النوعية المتعددة، التي في مقدمتها توفير قواعد وقوائم بيانات مصادر ومراجع الكتب بين أبناء الأمة العربية، ضمن شبكة واحدة مدعمة بتجهيزات ضخمة من معدات تقنية المعلومات، التي تُسهِّل على المستفيدين الحصول على المراجع والمعلومات المتعلقة بكل سهولة وسرعة ودقة.
ولاهتمامه بتوفير المحتوى الرقمي من خلال شبكة الإنترنت، فقد أطلق الفهرس المكتبة الرقمية العربية الموحدة بهدف رصد المحتوى الرقمي العربي الرقمي وتقديم خدمات معلومات تفاعلية تستغل أفضل الوسائل التقنية بمواصفات عالمية وتفي بمتطلبات جميع فئات المجتمع (خصوصًا فئة الأطفال والشباب) بما يحقق أهداف مكتبة الملك عبدالعزيز العامة ومشاريعها الثقافية وفق رؤية المملكة 2030.
ومن منطلق استمرار الفهرس العربي الموحد في سياسته التي بدأها منذ انطلاقته الأولى قبل أكثر من عشرة أعوام التي تركز على تنمية وتطوير مهارات وخبرات المشتغلين في المكتبات ومراكز المعلومات، فقد آمن دائمًا بأن التدريب المستمر والإحاطة بالتطورات هو أساس نجاح المكتبيين في أداء مهامهم بالكفاءة والجودة المطلوبة مما يطور أداء المكتبات بشكل عام، وهذا ما يمثل تحقيق أحد أهم أهداف التنمية المستدامة.
وفي إطار رؤية الفهرس الجديدة التي يطمح من خلالها إلى أن يكون منصة العمل الثقافي العربي فهو يدرك أهمية وجدوى الانخراط الكامل في جهود تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتجسيدًا لهذه التوجهات الاستراتيجية، فقد قام الفهرس العربي الموحد بإطلاق حزمة من البرامج التدريبية الرائدة التي تستهدف تطوير قدرة أخصائيي المكتبات والمعلومات على أداء مهامهم، وصقل خبراتهم ومهاراتهم، لمواكبة التطورات المتسارعة التي تحدث في المجال وتتطلب الكثير من التأهيل والتدريب.
ويستند الفهرس في تقديمه لهذه البرامج على خبرة عِقْد من العمل داخل المكتبات العربية على مختلف الأصعدة؛ إذ إن الفهرس العربي الموحد ومنذ إطلاق خدماته وهو يعمل على مساعدة أعضائه على تطوير أدائهم الفني.
وفي سبيل ذلك قدم الفهرس العديد من الدورات التدريبية طوال العقد الماضي، إذ أسهمت بشكل كبير في تطوير أداء العاملين ومكتباتهم بشكل عام، ونظرًا لأهمية تطوير الموارد البشرية في مؤسسات المكتبات والمعلومات، فقد عقد الفهرس العربي الموحد العزم على الاستمرار في تقديم خدمة التدريب في مختلف مناحي العمل الفني للمكتبات العربية (العضو أو غير العضو)؛ للمساعدة على التطوير المستمر في أداء المؤسسة والموظفين والخدمات بشكل عام.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88