البيت والأسرة

الزوجة المتسخطة.. أزمة لا علاج لها.

من المحن الكبيرة أن يبتلى الإنسان بزوجة تتسم شخصيتها بالميل نحو الشكوى والتذمر والاستياء، لأن الزوجة كثيرة التضجر والاعتراض والرفض، تتسبب في إثارة حالة من اليأس والإحباط فضلاً عن أنها تضيع مناخ الود والاحتواء والسعادة داخل منزل الزوجية.

ومن الصعوبة بمكان إقناع المرأة التي تتعامل مع كل صغيرة وكبيرة في الحياة من خلال حالة الرفض والاعتراض والشكوى بأنها تخسر في كل لحظة تمر عليها الكثير من المكاسب التي كان يمكن أن تجنيها في علاقتها مع زوجها، على اعتبار أن الرجل يبحث بطبيعة الحال عن الهناءة والاستقرار النفسي، وبالتالي فإنه عندما يجد أن الإنسانة التي تقاسمه مشوار حياتها لا تستطيع أن تعيش إلا من خلال إبداء الشكاوى والاعتراض على كل شيء سيتحول إلى إنسان تعيس بمرور الوقت.

وحتى يتمكن الزوج من التعامل مع المرأة التي تتسم شخصيتها بهذا الطابع الخطير الذي ربما يكون طارئًا عليها بسبب ظروف عابرة أو أوضاع مؤقتة، أو يكون أصيلًا في أساس كيانها، سيضطر إلى اللجوء إلى بعض الإجراءات والخطوات والتصرفات على أمل أن يخفف من معدل الشكوى والاستياء لدى زوجته.

وفيما يلي نحاول تسليط الضوء على بعض هذه الإجراءات التي قد يلجأ إليها الزوج للتعامل مع زوجته التي تعاني من هذه السمة في شخصيتها، حتى تستطيع المرأة أن تلتقط الإشارة وتدرك أن زوجها إنما يقدم على هذه التصرفات لمحاولة إقناعها بشكل غير مباشر بضرورة التوقف عن إصدار الشكاوى والتعبير عن الاعتراضات والرفض المستمر.

الزوج في كثير من الأحيان قد لا يجد أمامه مفر أمام كثرة شكاوى زوجته من إرهاقها وتعبها خلال أداء واجبات المنزل بشكل يومي، سوى أن يبادر بنفسه بالقيام ببعض الأعمال المنزلية كأن يطهو الطعام أو ينظف بعض الغرف داخل البيت أو يهتم ببعض شؤون الأطفال التي طالما كانت الزوجة تشكو بسببها.

قد يحاول الزوج أن يبحث عن تقديم هدايا بشكل متكرر لزوجته من أجل إدخال السرور على نفسها ولمحاولة إشعارها بأن الحياة حافلة بالأمور اللطيفة التي تدخل الفرحة إلى القلب، فهل يمكن أن تنجح مثل هذه الهدايا في نزع حالة التسخط من قلب الزوجة ورسم الابتسامة على شفتيها؟

ومن الأساليب التي قد يلجأ إليها بعض الأزواج لنزع حالة التذمر والاعتراض من نفس زوجته، أن يحاول الزوج تجاذب أطراف الحديث مع زوجته لتفهم أسباب اعتراضها أو شكواها بشكل حقيقي وجاد، ظنًا منه أنه يستطيع إقناعها بالحجة والمنطق والعقل بأن ما يضايقها من أمور يمكن التغلب عليه أو التعايش معه.

وربما تجد الزوجة أن زوجها كثيرًا ما يلوم نفسه وكثيرًا ما يبادر بالاعتذار لها عن كل شيء يمكن أن يكون مزعجًا له ويقع فيه حتى لو كان ذلك عن دون قصد، ويجب على الزوجة في هذه الحالة أن تتأكد أن اعتذار زوجها المتكرر ليس نابعًا من ضعف شخصيته أو حبه الزائد لها وإنما قد يكون السر وراءه أنه يحاول هزيمة إحساس الاستياء والاعتراض التي تملأ قلبها وتشعرها بالرغبة في رفض كل شيء جميل في الحياة.

ومن البديهي أن تفهم الزوجة أن حرب زوجها مع الشكوى لن تدوم، فلا محالة من أن يملّ يوما، وربما يثور فلا يبقي ولا يذر، فالرجل ينتظر من زوجته أن تكون سببًا للسعادة ومصدرًا للبهجة، وملاذًا من إرهاق الحياة وصعوباتها، فكيف يسكن إلى امرأة لا تتوقف عن استعراض السلبيات وترديد الآهات؟!

وعلى الزوجة أن تتذكر أن الرجل يفكر بشكل عملي، فهو لا يقدر رغبتها فيما يسمى بـ”الفضفضة”.. وإن تحمل هذا الأمر اليوم، فسيختنق منه غدًا.. لذا فعندما تطرحين على زوجك مشكلة ما، قدمي له مطلبًا أو حلّا.. وإذا قدم لك نصيحة فلا تسفهيها ولا تسدي الأبواب أمام كل مخرج.

وإذا كانت الشكوى عادة سيئة لدى الإنسان عمومًا، فإنها قد تدمر السعادة الزوجية، وتبدد طاقات التحمل، فكل شكوى تحطُّ من قيمة الإنسان، إلا الشكوى لرب العالمين، فالجئي بشكواكِ إليه، ولوذي إلى حماه، فبيده مقاليد كل شيء، وإليه يرجع الأمر كله، وهو القريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه.

أحمد عباس

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88