البيت والأسرةتربية وقضايا

الأشياء الغريبة في مخيلة أطفالك.. كيف تتصرفين معها؟!

يلاحظ العديد من الأمهات أن أطفالهن يتحدثون كثيرًا بمفردهم، وكأنهم يخاطبون شخصًا ما، فيشعرن بالقلق على صحة أطفالهم النفسية، ويتساءلن هل هذا طبيعي أم يدل على معاناة الطفل من مشكلة ما؟

من الطبيعي أن يلعب الطفل مع صديقه الدب الصغير، بل ويتحدث إليه ويصطحبه معه في مشاويره الخاصة، ويحتضنه في أثناء نومه، فالأطفال يشعرون بالأمان في وجود صديق صغير يشاركهم أنشطتهم اليومية، ولكن هل من الطبيعي أن يكون هذا الصديق شخصية وهمية لا وجود لها إلا في خيال الطفل فقط.

ما علاقة الطفل بصديقه الخيالي؟

يعتقد كثير من الأمهات أن تحدث أطفالهن إلى شخصيات خيالية يشير إلى خلل عقلي أو اضطراب نفسي، ولكن على العكس، فإن وجود صديق خيالي للطفل قد يدل على ذكائه وخصوبة خياله، إذ يؤكد الباحثون أنه من الطبيعي أن يظهر للطفل صديق خيالي في سن بين 3 إلى 5 سنوات، لا سيما الطفل الوحيد، ويختفي هذا الصديق الخيالي دون سابق إنذار قبل سن 7 سنوات.

ويمكن للأم التعرف على ما يدور في خيال طفلها وما يشعر به عن طريق ملاحظة سلوكه مع صديقه الخيالي، إذ إن طريقة تعامل الطفل مع صديقه الخيالي تعكس الواقع الذي يعيشه الطفل ولا يستطيع التعبير عنه، فمثلًا الطفل الذي يتعامل مع صديقه الخيالي بعنف قد يعاني من تعرضه للعنف من قبل أحد المحيطين به، وكذلك فإن حكايات الطفل عن مغامراته مع صديقه الخيالي تخفي وراءها مخاوف الطفل ورغباته.

متى يشير وجود الصديق الخيالي إلى وجود مشكلة لدى الطفل؟

يبقى الأمر طبيعيًّا طالما أنه في إطار اللعب فقط، ولا يمنعه من تكوين صداقات مع أطفال حقيقيين، ولا ينحصر لعبه مع صديقه الخيالي فقط، ولكن في بعض الحالات يزيد ارتباط الطفل بالصديق الخيالي بحيث ينعزل عن العالم المحيط به.

وفي بعض الأحيان، يبدأ الطفل في تحميل أخطائه إلى صديقه الخيالي، فمثلًا عند كسره أحد الأغراض بالمنزل يسرع بنفي التهمة عن نفسه ويقول إن صديقه هو الذي فعلها، بدلًا من الاعتراف بفعله والاعتذار عنه، وفي هذه الحالة يجب على الأم حسن التصرف والتعامل مع الطفل بهدوء وحكمة حتى لا تتفاقم المشكلة وتؤثر سلبًا على الطفل، ويستمر في الهروب إلى عالمه الخيالي مع صديقه الوهمي.

كيف تتعامل الأم عند اكتشاف وجود صديق وهمي لطفلها؟

من الضروري عدم السخرية من الطفل أو اتهامه بالكذب عند سرده قصصًا غير حقيقية عن صديقه الخيالي، بل يجب على الأم الإنصات إليه وإظهار الاحترام لصديقه الخيالي.

سؤال الطفل عن صديقه باهتمام عند تحدثه عنه، ما اسمه؟ وماذا يحب وماذا يكره؟ وماذا يريد منه؟ وما لعبته المفضلة؟ لقراءة الرسائل الخفية التي يعكسها وجود هذا الصديق في عالم الطفل.

مشاركة الطفل في أنشطة مسلية، وعدم تركه بمفرده لوقت طويل.

تجنب مشاهدة الطفل لأفلام الكرتون التي تزيد من قابلية الطفل لاختلاق شخصيات خيالية، واستبدالها بأنشطة تفاعلية حقيقية مثل الرسم أو التلوين أوممارسة الرياضة أو ألعاب الفك والتركيب وغيرها من الأنشطة المفيدة لتنمية مهارات الطفل.

مساعدة الطفل على الخروج من عالمه الخيالي إلى العالم الواقعي، عن طريق تعريفه على أطفال في عمره، وتهيئة الأجواء لتشجيعه على الانسجام معهم.

تقويم سلوك الصديق الخيالي عند ارتكابه خطأ ما، وهو بمثابة رسالة غير مباشرة للطفل لتجنب السلوكيات غير المقبولة.

احتواء الأم للطفل والتعبير عن حبها له بطرق مختلفة، وحسن الاستماع إليه والتواصل معه ومعاملته كصديق وليس كطفل صغير لا يعي ولا يفهم، فإن ذلك من شأنه القضاء على أي اضطرابات نفسية قد يمر بها الطفل.

لا تقلقي إذا كان لطفلكِ صديق خيالي، فهي فرصة رائعة لكِ كي تتعرفي على رغباته ومخاوفه واحتياجاته النفسية من خلال حكاياته عن صديقه الخيالي، فإن كان وحيدًا كوني أنتِ صديقته، وإن كان لا يشعر بالأمان راجعي علاقتكِ بأبيه وحسنيها، وإن كان يشعر بالملل املئي يومه بأنشطة مسلية، وإن كان غير واثق بنفسه امدحيه وتحدثي عنه بحب وفخر أمام الجميع.

أحمد عباس

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88