البيت والأسرةتربية وقضايا

فنّ توجيه الطفل الفضولي.. محددات وأضواء كاشفة

الفضول كلمة السر عند الحديث عن التميز في مجالٍ ما، الأشخاص الذين لديهم فضول ويحبون تعلم أشياء جديدة بالتجربة هم عادةً الأكثر سعادة وتفاؤلًا وتميزًا بين أقرانهم، وكذلك فإنهم الأكثر تفوقًا على المستوى العملي والأكاديمي لأنهم بالنهاية يعملون فيما يحبون وما يحرك شغفهم الحقيقي.

طفولة هذا الشخص المتميز هي ما تحدد ما سيكون عليه مستقبلًا، المفاجأة أن كل الأطفال يولدون بفطرة تميل لحب الاستكشاف والتعلم والفضول اللانهائي، وما يميز طفل عن آخر في المستقبل هو كيفية تعامل أهله والمجتمع حوله مع هذا الفضول، للأسف الشديد كثير من الأهالي يميلون إلى قتل الفضول عند أطفالهم في عمرٍ مبكر يؤثر على شخصياتهم واختياراتهم فيما بعد.

يبدأ الطفل بعد العام الأول مباشرةً في تجارب مثيرة لا نهائية لاكتشاف العالم من حوله، ودائمًا ما يواجه بعبارات مثل: “لا تحمل هذا”، “اترك الكوب قبل أن يقع الماء”، إلخ من عبارات النهي عن أشياء يحب الطفل تجربتها بنفسه ليعلم ما سينتج عنها.

عندما نتحدث عن الاستجابة للفضول، فنحن نقول لكِ أن تتركي لطفلك كامل الحرية في تجربة أي شيء يريده بشرط ألا يؤذيه بطريقة مباشرة ويؤثر على صحته وأمنه، فيما عدا ذلك دعيه يجرب ولا تلوميه على عدم النظافة والترتيب وغيرها من الأمور التي يلقي لها الأهل اهتمامًا شديدًا أكبر من اهتمامهم بالاستجابة لفضول طفلهم.

كوني قدوة لطفلك:

الطفل مرآة لأمه وأبيه، عندما يرى أمامه مثالًا حيًّا لحب التعلم والبحث عن الأجوبة واكتشاف الأشياء، سيتعلم منك ومن طريقتك في التعامل مع الأمور التي تحدث من حوله.

جربي معه أشياء جديدة:

الفضول كما ذكرنا هو السر وتجربة أشياء جديدة مع طفلك أمر مهم للغاية لتحفيز الفضول عنده وتعليمه عدم الخوف من تجربة كل ما هو جديد، جربي معه وصفة طعام جديدة لم يتناوله من قبل أو رياضة جديدة أو الذهاب لمكان جديد ومغامرة مختلفة، في الحقيقة سيدهشك رد فعله وتقبله لتجربة أشياء جديدة كنتِ تعتقدين أنه من الصعب تجربتها معه.

علميه البحث عن الإجابات:

عندما يسأل طفلك سؤالًا جديدًا ومباشرًا ويمكنه اكتشاف إجابته بنفسه حفزيه على معرفة الإجابة بنفسه بدلًا من منحه الإجابة المباشرة، سيسألك عن شكل البازل بعد إتمامها، بدلًا من الإجابة عن سؤاله حفزيه بعبارات مثل: “دعنا نحاول الانتهاء منها لنعرف ما هو الشكل”.

اجعلي أغلب كلامك معه في صورة أسئلة:

إذا كان طفلك يشعر بالفضول حول شيء ما ابحثي عن سبب فضوله، وبدلًا من منحه كلمات مباشرة وعبارات مفهومة دعيه يكتشف ويتبع فضوله بنفسه عن طريق سؤاله مجموعة من الأسئلة التي تحرك ذهنه نحو معرفة الإجابة، مثلًا يسألك طفلك عن السماء وكيفية لمسها، بدلًا من الإجابة عن السؤال اسأليه أولًا: “لماذا تريد أن تلمسها؟”، ومع كل سؤال وكل إجابة ستكتشفين فيما يفكر وسيكتشف بنفسه إجابة لتساؤلاته في حوار شيق معك.

لا تتوقفي عن الحديث معه:

طفلك لن يمل من الأسئلة والحديث معك، والعبارات المعتادة والمتكررة طوال اليوم مثل: “أنا مشغولة”، “ليس الآن” لن تفيده، بل ستجعله بعد فترة يمل من الحديث معك ومن سؤالك، والتأثير السلبي الناتج عن هذا والذي يؤثر على فضوله وحبه للتعلم لن يرضيك مستقبلًا، لذا دائمًا ما نقول اتعبي مع طفلك اليوم تجنين ما تزرعينه مستقبلًا.

وفري له الأدوات المناسبة:

وجود الإنترنت والتطبيقات التي تتيح لطفلك التعلم بنفسه وتعلمه البحث عن أسئلته، بالإضافة إلى الكتب والذهاب لأماكن مفتوحة ومتاحف وتجارب علمية، كلها أدوات يمكنك تقديمها له لمساعدته على اكتشاف ما يحب وما يتميز فيه.

توقفي عن ربط التعلم بالمكافأة:

التعلم والشغف يجب أن يكون نابعًا من داخل الطفل، وليس رغبةً في الحصول على مكافأة في النهاية. احرصي على عدم ربط تجربة شيء جديد أو تعلم مهارة جديدة بحصول طفلك على مكافأة مادية، فالتشجيع ليس له علاقة بالمكافآت.

أحمد عباس

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88