“الوفاء”

من أسمى مطالب الحياة أن تجد شخصًا وفيًا في زمن كثرت فيه الخيبات ، أن تكون وفيًا يعني أن تسكن إلى روحك روحًا أخرى في جسد آخر ، الوفاء لا يكون إلا لمن نحبهم ونخلص لهم وتعتصر قلوبنا لتظهر لهم كم نحن صادقين بحبهم ، وأن تمتلك صدق النوايا في زمن تلوثت به قلوب البشر ، أن تكون وفيًا يعني أن تحب شخصًا في حضوره وتستشعر وجوده في غيابه ، ما أجمل أن تعيش في قلب صافٍ لا يلوثه سوء النوايا على من يحب ، ما أجمل أن تجد شخصًا يبقى على ذكراك حتى في أبسط تفاصيلك حتى وإن فارقت بينكما المسافات ، أن تبحث على الصدق في قلوب البشر أمرًا صعب والأصعب أن تجد في أحدهم قلبًا صادقًا ويكون أقرب شخص لك ، ما أعظم أن تكون مخلصًا لمن هو في داخلك! ، الوفاء أن تبقى على العهد حتى وأن تُركت يدك ، أن تصبح دعواتك لاتفارق اسمه وكأنه روحًا أخرى التي تخاف عليها في مكان بعيد، أن تكون سعيدًا ومبتهجًا عندما تشعر بتقدم ونجاح من تحب مثلما تسعد لنفسك ، وأن تحزن بشدة لحزن من تحب ،أن تكون وفيًا يعني أن تحمل قلب أم وإحساس صديقة وروح أخت ،أن يخبىء لك في كل مرة تأتيه فيها مفاجآت تسعدك فقط ليرى ابتسامتك بين الحين والأخرى ، أن تكون وفيًا يعني أن تكتفي بوجود شخص واحد في حياتك يغنيك عن الحياة بأكملها ، و أن تتقبل الشخص الآخر بكل عيوبه بكل زلاته وتقصيره ، وأن تتفنن في اختلاق الأسباب فقط لرؤية وسماع صوت من تحب ، الوفاء عملة نادرة والقلوب هي المصارف وقليلة هي المصارف التي تتعامل بهذا النوع من العملات ، الوفاء مكلف وحدك تحدد ثمنه ، لأن لا أحد يدري كم دفعت وماذا رفضت؟! وكم انتظرت؟! وهل الذي انتظرته أهلًا للثمن ؟! 

مها السليم