سفر وسياحةمتاحف وأثار

“أخدود نجران” .. لازال صامدًا ويحكي قصة ذُكرت في القرآن الكريم.

مدينة الأُخدود التاريخية أو رقمات كما عرفت بهذا الاسم سابقًا ، وتُوجد على ضفاف “وادي نجران” بمنطقة نجران وتعود لعصر مملكة “حِمير” سنة 110 قبل الميلاد ، وأشتهرت مدينة الأخدود بالمذبحة التي وقعت بها والتي أحدثها “ذو نواس”ملك حمير بحق مسيحيي المنطقة ، وهي القصة التي وردت في القرآن الكريم فقد صور القرآن ما حدث لأصحاب الأخدود من إحراقٍ ووصفهم بالمؤمنين بالله، قال تعالى : (قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ ، النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ ، إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ ، وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ ، وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ، الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)  في سنة 520 .

شكل المدينة :

 مربعة الشكل وتبلغ مساحتها أربع كيلو مترات مربعة، وتقع على الحزام الجنوبي لوادي نجران، على بعد 25 كيلو متر من مدينة نجران على قمة جبل تصلال بين قريتي القابل والجربة ، فقد بدأ التنقيب في تلك المنطقة في نهايات القرن العشرين ، حيث اكتشفت العديد من القطع الأثرية والمدافن والقبور والتي يعود بعضها لما قبل الميلاد وبعضها للفترات الإسلامية ،  وأظهرت الحفريات بأن القبور تقع في الجزء الجنوبي في حين كانت المنطقة الشمالية من المدينة والجنوبية من القبور مستخدمة لسكن المسلمين وقبورهم والتي سجل على بعضها اسم صاحبها وتاريخ وفاته ، أما القلعة الرئيسية لا يوجد بها أي آثار إسلامية، حيث اكتشف المنقبون مسجدًا يعود للقرن الهجري الأول في الجزء الشمالي من المدينة ، عثر على بعض الكتابات والتي تعود لفترة ممالك جنوب شبه الجزيرة العربية.

قصة أصحاب الأخدود:

إنّ قصة الغلام الذي أرشده الله إلى طريق الخير، والإيمان، والثبات استطاع بفضل من الله أن يُزيل عرش الملك المتجبر الذي ادّعى الألوهية من دون الله عزّ وجل؛ حيث كان لهذا الملك ساحر يعتمد عليه في تثبيت ملكه، وتخويف الناس، فكبر هذا الساحر في العمر، وطلب من الملك أن يعين له غلامًا يعلمه أمور السحر، ليخلفه في مهمته، وقد كتب الله الخير لهذا الغلام، ففي أثناء ذهابه للساحر تعرف على راهب مؤمن دعاه للإيمان والتوحيد، فاستجاب له الغلام وآمن بدعوته، ودلّه الراهب إلى طريقة يتخلص بها من الساحر، وقد أجرى الله على يديه الكرامات مثل شفاء المرضى، وإبراء الأبرص والأكمه، وقد اتخذ منها وسيلة لنشر دعوته وتبليغ رسالته.

ومن ثم وصل الخبر للملك عن طريق جليس له كان قد شفاه الله بدعاء الغلام له، فشعر الملك ببوادر فتنة تهدّد مستقبل عرشه، وأراد أن يصل إلى أصل هذه الفتنة، فوصل إلى الغلام وإلى الراهب، فقتل الراهب مباشرة، ولكنّه واستخدم مع الغلام طرق مختلفة من العذاب والتخويف، طمعًا في عودته عن دعوته، ليستفيد من ذلك في تدعيم قواعد حكمه، وكان الله في كلّ مرة ينجيه ممّا هو فيه، ويعيده إلى الملك منتصرًا ومتحدّيًا له، فلما يئس الملك من قتل الغلام أخبره الغلام بأنّه لن يستطيع قتله إلا بطريقة واحدة يحدّدها الغلام بنفسه، ولم يكن الغلام يطلب الموت بقدر ما كان يريد أن يثبت للناس عجز الملك، وقدرة الله عزّ وجل ،

 فأخبره أنّه لن يستطيع قتله إلا بأن يجمع الناس في صعيد واحد، وأن يصلبه على خشبة، ثمّ يأخذ سهمًا من كنانة الغلام، ويرميه به قائلًا: بسم الله رب الغلام، وقد فعل الملك ما قاله له الغلام، وما كاد الغلام يسقط ميتًا حتى تنادى الناس من كل حدب وصوب مرددين: آمنا برب الغلام، وفي هذه اللحظة جنّ جنون الملك، فحفر الأخاديد، وأضرم فيها النيران، وقذف كلّ من أصرّ على الدين فيها، فرضي الناس بالتضحية في سبيل الله، ومن الكرامات التي حدثت في ذلك اليوم أن أنطق الله الرضيع عندما تقاعست أمّه عن اقتحام النار، فكانت آية ثبّت الله بها قلوب المؤمنين.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88