إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

حين تتحول لبنةُ الماضي إلى زجاج ..!!

للماضي رونق يُذكر وتُضرب به الأمثال…

للماضي حياةٌ لها لون لايستطيع القلم أن يفي بالوصف له …
للماضي طرق أبواب وجيرة وصحبة …وصنع حلوى من مطابخ الأمهات …
للماضي فنجان من السكر وكوب من الأرز وحبة بصلٍ وطماطم من الجار.
للماضي مائدة طعام بحضرها الجد والأب والأم والابن والابنة والأخ والأخت والأحفاد،
ولكن بركان الحاضر غرقت به سفينة الماضي وبعض من ربان سفن أخرى وأصبح شراع السفينة لايرى بالأبصار ،
أفيعقل أن يكون للغريق نجاة ؟!
بل كيف سيذكر ذاك الماضي التليد بالغد الذي سيأتي بعد عدة اعوام ؟!
خرج لعمله ليقبض على مرتبٍ في حلول هلال من كل شهر ويقضي حوائج منزله أشكالًا وألوانًا.
وعاد لمنزله لتغفو عيناه في سبات عميق في وقت العصاري ..
وفاقت عيناه وذهب لأصدقائه ليقضي ساعات من الزمن ويمازحهم ويستخرج من ذاته ضغوطات الحياة ومشاقها..
هل تعلم أيها الرجل أنّ في منزلك امرأةً تتغنج بجمالها وأن عيناها تريد الارتواء بلقائك ..
وأن أذنيها عطشى لنغمات ذات جمال ينبض بها قلبك وتبادلك المشاعر قولًا وفعلًا …؟!
وهنالك أطفال يتضورون جوعًا لحنانك ولمسات من ودك .. ولحظات من خبراتك تعطيهم العبرة والعظة فتكبر داخلهم المعرفة ويتصفون بالعلم والخلق والفرح وحين يشكون ويبكون فكل ذلك منك ولك ..
فأنت كسوبرمان في منزلك تضرب بيدك على صدرك وتزمجر وترفع عقيرتك بأنك الرجل السند والأسد لعرينه .. لكنك لاتتوانى عن الغياب عن هذا العرين والمملكة لتقضي الساعات الطوال منذ مغرب كل يوم مع أصدقائك فتأتي منتصف الليل من ( الاستراحة أو الشالية أو الشقة …) لتبحث بين طيات الظلام عن أبناءك وزوجتك .. لكن الجميع خلد للنوم منذ ساعات ..وتظل تعيش نفس الدوامة وتكررها ..
في الجانب الأخر تلك التي وضع بعجلة مساحيق على وجهها ولبست عباءتها وخرجت …
خرجت لمجمع أحد الأسواق …تريد قضاء احتياجات حفلة قادمة لنهاية هذا الأسبوع أو لزفاف صديقة أو إحدى أقاربها.
ياسيدتي يا أميرة الدار يازهرة الحياة أيتها المرأة.. لم تتصفح عيناك و ذهنك لكتاب أو لتلقين أبنائك أحرف الهجاء أو إعداد مائدة من الطعام تتشاركين بها مع عائلتك وسيد منزلك الذي تقوم خادمة بخدمة لهذا الرجل الكريم .
ونباتات زرعتموها في منزلكم تذبل هم أبناء وبنات يحتاجون لسقايا منكم تكون بلقائكم معهم ..هذه البذور اليانعة التي تصبح ثمارًا مزهرة تردد أبي أمي أريد أن أشتكي لكم ، أبي أمي بالأمس اشتقت لكم .
فحين كنا في الماضي كانت حياتنا أجمل من الحاضر ونؤمن بها ونتحدث عنها في كل آوان.
ولكن اليوم ازداد صخب وضوضاء الحياة واصبح كلاً منا يبحث عن الملهيات التي فرقت وشتت أفراد الأسرة ومن ثم المجتمع .
نحناج للحظات نجالس بها أرواحنا نحادث ونجيب على سؤال إلى متى هذا سيكون وهل هناك نهايًة سترشدنا للصواب.؟
ياجذع وساق النبته ويازهرة النبتة نحن مجتمع ذو دين وعلم وأخلاق و مبادئ وقيم نحن صناع الحياة وليست الحياة تصنعنا.
كيف للحياة أن تستقيم في سماء أو أرض أوبحر ؟. فلا السماء سماء دون نجوم ولا الأرض أرض دون ناسها وكائناتها ولا البحر بحر دون أمواجه ..
دقائق حياتنا جميلة والأجمل حياة نعيشها بين الرفقة والأسرة حياة حيوية ذات أريحيه ووداد تدونت بالماضي وستدون بحاضرنا إذا ماعشناها كما يجب قولًا وفعلًا .
هي الحياة بجمال ألوانها وبوقت اللقاء تغمر أرواحنا الأفراح.

********************

باســـل الســـلمي.

مقالات ذات صلة

‫7 تعليقات

  1. نحناج للحظات نجالس بها أرواحنا نحادث ونجيب على سؤال إلى متى هذا سيكون وهل هناك نهايًة سترشدنا للصواب.؟
    كلام اختصر و لخص الكثير و الكثير

    اتفق معك تماما

    الله يعطيك العافيه

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88