جلسة خلود صامتة…

عندما أفُكر في تجديد فكري والإنعزال بنفسي أذهب إلى البحر وأقضى جلسة تأمل على شاطئه حيث يسود الصمتُ في منظرٍ مهيبٍ تطربُ له أذني يأتي حينًا من تلاطم أمواج البحر الغاضبة ببعضها وحينًا حين ترتطم بالشاطئ وكأنها تعاتبه ،
وحين أرى مده وجزره كحياة وأيام تبتسم لك مرة وتحاورك مرة وتكون مرات أخرى شحيحة معك فتعلو الابتسامةُ وجهي حين استمع لشكوى البحر لي وثقته بإنصاتي لشكواه ومساندته .
وأتمم بنفسي له : كم أنت عظيم أيها البحر بتناقضك وهدوئك الذي يحفز العقل على استرجاع الذكريات ، وبينما أنا خالدةٌ نحو البحر ثَمة بريقٍ يغري بالنظر إليه ، التفتُ يمينًا وشمالًا أبحث عنه… ياإلهي أين هو فإذا به يرمي نوره وضوئه على سطح البحر فيشد انتباهي بصورته على أمواج بحري أرفع راسي إلى أعلى فأرى جمالًا ليس له مثيل إنه قمري حضر ينير دربي في ليلي الموحش فيزغرد قلبي وشفتي بالترحيب : أهلاً بك يامن حضرت وفي قلبي سكنت جئت حتى تشاركني تأملي وأنت أجمل ما أتأمل فسبحان خالقك!
أنظر إليه كأنه يقول لي : أنا هنا معك يا جميلتي ، أنا ملكك وهذا بحر هوائي يضرب سواحل قلبك الصامت ويثير موجات نبضك الهادئ أنا لكِ قنديلٌ يُضيء ليلَك المُظلم وهذه النجوم تداعب خدك وتسامره …تأمليها جيدا ، ما أعظمك يالله ! وما أعظم خلقك! 
أمسية تأمل قضيتها مع نفسي ولا أريدها أن تنتهي من روعتها ، كانت خيال وتأمل على طاولة شاطئ جميل ورائع بروعه الكون الذي أبدعه الخالقُ وكان الضيوف عليها أنا وقمري والبحر .
إن التأملَ هو اللغة الوحيدة التي يتصل الإنسان مع نفسه بها داخليًا ، ولا أحد يستطيع أن يجعلك سعيدًا غير نفسك فأمنحها هذا التأمل…..
لتحُث عقلك على الإبداع وخلق أمور جديدة في الحياة وأخلد لزمن تعيشه وأنت بعيدًا عن ضجيج الناس ومتاعب الحياة باختيار المكان المفضل والمحبب إلى النفس لقضاء هذه الرحلة الممتعة…

……………………………………..

حليمة العسيري