إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

ثقافتنا نــحو بيئتنا

اعتدت أن أذهب صبيحة كل يوم قُبيل طلوع الشمس أو بعده بقليل إلى ما يسمى بالمضمار ( الممشى ) لأمارس رياضة المشي حفاظاً على صحتي وليس هذا موضوع حديثي . ما أتمناه أن تكونوا معي في هذا المكان صبيحة يومي الجمعة والسبت لتروا العجب العُجاب : علب الماء والمشروبات الفارغة، بقايا الأطعمة، المناديل وأكياس مأكولات الأطفال ….وغيرها . منظر تشمئز منه النفس ولا يليق بنا كمواطنين فضلاً عن أننا مسلمين.
أناس يرفهون عن أنفسهم وأطفالهم طوال تلك الليلة على حساب غيرهم .لا يهون عليهم دفع جزء من ثمن هذه الرفاهية ببذل جهد قليل لتنظيف مكان جلوسهم ، وأزاله مخلفاتهم.
 أتـرى أن هؤلاء يتركون بيوتهم بهذا الشكل بعد الاستمتاع بالجلسة والأكل.؟!!
ماضر الواحد منهم لو جمع نفاياته أعزكم الله في كيس وربطه ووضعه في السلة المخصصة أو على الأقل ربطه وتركه مكانه ليُسهل المهمة على عامل النظافة ، ما ذنب ذلك العامل المسكين الذي يستغرق وقتاً طويلاً في تنظيف مخلفاتك ومخلفات أطفالك والتي بإمكانك وقدرتك أن تكفيه مهمتها واحتسب الأجر لذلك أم أنك تظن أن هذا خارج مسؤوليتك؟.
ولا اعتقد أن بقية المنتزهات تختلف عن هذا المنتزه.
الأمانة لم  تتوان بأي جهد  في توزيع السلال بكافة انحاء المكان ووضع اللوحات الإرشادية والتعليمات ولكن لا حياة لمن تنادي.
أهذا حق بلدكم عليكم؟ أترى هذا تصرفكم تجاه منازلكم وممتلكاتكم الخاصة،
بلدكم المعطاء الذي وفر لكم سبل الراحة وصرف الأموال الطائلة وبذل الكثير والكثير من أجل راحة الموطن وترفيهه.
متى سترتفع ثقافتنا تجاه الأماكن العامة والمحافظة على ممتلكات الدولة والتي نحن أول المستفيدين منها، ونشعر بالمسؤولية تجاهها كشعورنا بمسؤولياتنا تجاه ممتلكاتنا
أم أننا ننتظر أن يستحدث لهذه الأماكن نظام مراقبة دقيقة يعاقب فيها المتساهلون بهذا الشأن كي نضطر لتعديل سلوكياتنا تجاه هذا الموضوع. وأجزم لو وضعت عقوبات مادية وطبقت لتغير الحال بين عشية وضحاها.
اللهم اهدنا لطريق الرشاد ,
————————————–
 
بقلم فاطمة عبد العزيز العبيد

 

مقالات ذات صلة

‫15 تعليقات

  1. نحتاج فعلا إلى وعي بأهمية النظافة وغرسها في نفوس أولادنا منذ الصغر ..وانها مسؤولية مشتركة من الجميع في الأماكن العامة وتعبير صادق عن حس الإنتماء والمواطنة الصالحة

  2. كلماتك لم تجانب الصواب ويا للأسف أغلب مرتادي المضمار ممن نالوا من التعليم حظاً وما ذكرت تأباه النفوس السليمة والعقول الواعية

  3. فعلا أستاذة فاطمة العبيد .. أوافقك الرأي في لو وضعت غرامات مادية لكنا التزمنا بالنظافة .
    وهنا يراودني سؤال مهم : لماذا حين نسافر خارج البلاد معظمنا يلتزم بنظافة وآداب الشارع وننساها بمجرد وصولنا لبلدنا؟
    حب الوطن اخوتي واخواني لا يضاهيه حب .. ومن سبل العيش السعيد أن نكون في وطن يمنحنا الأمن والأمان والاستقرار . فأبسط ما يمكن تقديمه لهذا الوطن المحافظة عليه وتقديمه في أجمل الصور أمام العالم.

    تقديري

  4. هناك عوامل جدا مهمه يجب ان تكون
    توفر يلة نفايات بشكل موزع جدا
    توضيح لائحات ارشاديه واعلم ان هناك من يخالفني بالارشادات ولكن قال تعالى (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين)
    طبعا لما نقول هل يعملون ببيوتهم كذا اكيد مستحيل وكلنا عارفين هالشي . وهذا لثقافة الانسان هذه اخطاء فرديه وللاسف اثرت ع المجتمع
    لكن انا دايم اقرل سلاح الارشاد والتوجيه الفتره هذه هي توصيل هالرساله من كل فرد عن طريق الهاتف النقال البرامج الاجتماعيه لما يتكرر ويتداول هالشي دايم راح يجلب ايجابيات باذن الله

    شكرا لقلمك الذي تحدث عن واقع نعيش به في مجتمعنا

  5. يؤؤؤؤه ياكثرهم وكل من هب ودب همه التصوير للاكل ولاينظر لاي نظافة احسنت بمقالك هذا

  6. من أجمل ماقرأت فقد تناولت كيف نهمل ماهو ليس لنا وهو ممتلكات عامة
    واحسنت في اسلوبك من حيث طرح المواقف والقصص
    ولديك قدرة على النقاش الواعي
    سلامي

  7. مقال مفيد و مُذهل !
    شريط مكتوب قد عبر عن معاناتنا مع قلة الوعي
    سلس .. سلس جداً !
    لهذا أنتي مُذهلة !!

  8. مقاله رائعه جدا ومميزه تحاكي واقعنا المؤسف..فلابد من حل سريع أما بوضع لافتات توضح مضار النفايات وتحمل آيات و عبارات دينيه عن
    عن النظافه منه قوله تعالى((وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ
    وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88