11المميز لدينافن و ثقافةمتاحف وأثار

الإبل رمز أصيل للحياة في الجزيرة العربية

يسهم مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل في نسخته الثانية، والمقام حالياً على أرض الصياهد الجنوبية للدهناء، بالتعريف بعلاقة الإبل بإنسان الجزيرة العربية، التي تعد رمزاً أصيلاً للحياة في الصحراء، ولها ارتباطا ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً مؤثرا في تاريخ وحياة الإنسان العربي على مر العصور .

واعتمد ابن الجزيرة العربية على معطيــات الطبيعة بشــكل أكبر، إذ حضرت الإبل بكامل تفاصيلها في حياته اليوميــة، ولم يسـتغن الإنســان العربي عن الإبل، فبعــد أن كانــت شــريكا فــي ســابق الأيام أصبحت أيقونة أساس لتراثه وحياتــه واقتصـاده، إضافـة إلى كونها مصدر غذائي مهـم، للحــوم والحليــب والجلــود.

ومثلت الإبل مصدر اعتزاز وافتخار لرعاتها على مر العصــور التاريخية في الجزيرة العربيـة؛ وامتازوا بصفـات عن غيرهم، كان أبرزهــا الاعتزاز الــذي يرتســم بطباعهم بدرجــة أكبر، وثقتهم بالإبل، باعتبــاره الحيــوان الذي يشـركونه فـي كثير من تفاصيل حياتهم اليومية، ويدل على أهمية الإبل وارتباطها الوثيق بالحضارة في شبه الجزيرة العربية على مـر العصـور، ويثبت ذلك العثور على مجموعة مـن النقـوش الأثرية في عدد من المواقع التاريخية، حيث شكلت ركيزة للقوافل التجارية قديماً في نقل البضائع وجلب الماء، إضافةً إلى الاستخدامات المتعددة لجلدوها وأوبارها ومنها صناعة الحبال وقرب الماء .

وجاء ذكر الإبل في القران الكريم والسنة النبوية، دليلًاً على مكانتها، قال تعالى ( أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ )، وفي هذه الآية الكريمة خص الله سبحانه وتعالى ـ الإبل من بين مخلوقاته الحية، وجعل النظر إلى كيفية خلقها أسبق من التأمل في كيفية رفع السموات ونصب الجبال وتسطيح الأرض، ويدعو إلى أن يكون النظر والتأمل في هذه المخلوقات مدخلاً إلى الإيمان الخالص بقدرة الخالق وبديع صنعه .

وأفاض العرب في ذكر الإبل في كتبهم نثرا وشعراً، حتى أصبحت خصائصها مضرباً للأمثال في النصوص الأدبية، ومن أشهر الأمثال والحكم عند العرب التي ذكرت فيها الإبل : ” لا ناقة لي فيها ولا جمل” ويضرب لمن يطلب منه الاشتراك في أمر لا يهمه، و قال العرب ” أخف حملاً من بعير” ويضرب للقوي الذي لا يتأثر بالأثقال، وقيل “جاءوا على بكرة ابيهم” ضرب لمن يأتون جميعاً ولم يتخلف منهم أحد ، وقال العرب أيضا ” اعقل وتوكل” ويضرب في أخذ الأسباب والاحتياط للمضي قدما فيما يريد ثم الاتكال، إضافة إلى قولهم ” ما هكذا تورد الإبل” ويقال لمن قام بعمل شيء ولم يحسنه .

ويقتني الإنسان العربي الإبل مدعاة للفخر وحفاظًا على التراث و جزء من تقاليد الآباء والأجداد على مر العصور وفخراً بنوعيتها المميزة وأعدادها ، ومن أشهر أنواع الإبل : “المجاهيم”: وتسمى ” الإبل النجدية ” وتتصف بسواد لونها ، وكبر حجمها وغزارة انتاجه للحليب، ولا تستعمل للركوب أو الحمل إلا في الضرورة ، “المغاتير” أو “الوضح ” : وهي متوسطة الحجم معتدلة الإدرار للحليب جميلة المظهر ، “الشقحاء” : أقل بياضًا من الوضح وهي نوع من أنواع المغاتير إنتاجها للحليب متوسط، “الشعلاء” : لها ألوان متداخله بين الأحمر والأشقر متوسطة الإنتاج للحليب تمتاز بسرعة الجري ، “الصفر” : تمتاز بغزارة وبرها ولونها خليط بين الأبيض والأحمر وإنتاجها من الحليب متوسط، “الحمر” : متوسطة الحجم قليلة إدرار الحليب، “ألأوارك”: وتسمى “حر الإبل” احجامها متوسطة إلى صغيرة، متوسطة الإدرار للحليب ذات وبر خفيف وسميت ” بالأوراك ” لوجدها في المناطق التي تنمو فيها أشجار ألأراك.

وتشارك الإبــل اصحابهــا بــكل وفــاء واخــلاص في أفراحهــم وأحزانهــم وفــي الرخــاء والشــدة وعندمــا يشــعرون بالخـوف فإنهـا تحـس بهـم وتخـاف وتضطـرب وتسـتعد وتراقـب مصــدر الخطــر حيــث تقــوم “بتشــنيف” آذانهــا وتمــد أعناقها لتتحســس مصدر الخطر وأين وجهته وحين يقترب الخطــر تنـذر أهلها، وتقـوم بالالتفاف حـول بعضها .

وتمتاز الإبل بعدد من الخصائص الجسمانية أهمهما أن لها شفاه مشقوقة تُساعدها على تناول النباتات الشوكية بسهولة، كما تُمكنها من إغلاق فتحات الأنف أثناء العواصف الرملية، وتُصنف الإبل من المجترات، حيث تتمكن من تخزين الطعام والماء في أكياس داخل المعدة ثم تستعيدها للمضغ مرة أخرى، كما تحتوي أعناقها الطويلة على غدد لعابية خاصة مهمتها ترطيب النباتات الجافة، مما يُمكنها من تناول أي طعام مهما كان، وسنامها قادر على تخزين الدهون الموجودة في طعامها لاستعمالها كمصدر للطاقة فيما بعد إذا لم يتوفر الطعام،

كما أن لها جلد غليظ جداً يُساعدها على تحمل لسعات الحشرات وحرارة الجو، ووبرها عاكس لأشعة الشمس ولهذا تستطيع الحفاظ على درجة حرارة ثابتة، وغددها العرقية قليلة جداً مما يُقلل من فقدانها للمياه ويُحافظ على سيولة الدم في درجات الحرارة العالية، والإبل قادرة على تعديل درجة حرارتها بما يلائم الجو كما أنها من ذوات الدم الحار ودرجة حرارة جسدها الطبيعية 42 درجة مئوية في النهار و 34 درجة في الليل دون أن تمرض .

وهيئ الخالق سبحانه وتعالى جسد الإبل للحد من استهلاك الأكسجين عند ارتفاع درجة الحرارة ولهذا ينخفض معدل الأيض لديها فلا ترتفع حرارتها، وأقدامها ملتصقة ببعضها مُكونة خف يُساعدها على التنقل على الرمال الناعمة بخفة ورشاقة دون أن تُغرس أقدامها فيها مما يقلل شعورها بالتعب ويرفع من سُرعة تنقلها .

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88