11المميز لديناسفر وسياحةمتاحف وأثار

قرية “عشم” بالقنفذة.. إرث تاريخي يعود لما قبل الإسلام

تمتلك محافظة القنفذة التابعة لمنطقة مكة المكرمة إرثاً تاريخيًا كبيرًا تكوّن على مدى عصور قديمة مضت، أهّلها لأن تكون مدينة سياحية فريدة من نوعها يقصدها الزوار من داخل المحافظة وخارجها للاستمتاع بما تحتضنه من آثار نادرة، تحكي قصص أمم وشعوب سكنت أرض المنطقة في قديم الزمان، فضلاً عن امتلاكها لعناصر جذب سياحي حضارية حولتها إلى منارة سياحية وأثرية يشار لها بالبنان.
وتتمتع محافظة القنفذة اليوم بالعديد من المقومات القادرة على اجتذاب المزيد من الاستثمارات العملاقة لها نتيجة الجهود التي يبذلها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن بندر بن عبد العزيز، نائب سمو أمير المنطقة في بناء الإنسان وتنمية المكان ودفع عجلة التنمية نحو العالم الأول ، بالإضافة للعناية التي توليها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني لها.
ويتبع لمحافظة القنفذة العديد من المراكز منها مركز المظيلف الذي يبعد مسافة ٢٥ كيلومترًا عنها، ويقع فيه قرية تراثية تسمى “عشم” التي تسرد العديد من الكتب والمطبوعات بعض المقالات والقصص لشخصيات عاصرت الزمن القديم فيها.


وتتوسد قرية عشم الأثرية ضفاف وادي قرماء منذ مئات السنين، فقد أدرك بن مرزوق حكيم ذلك الزمان أهمية تلك القرية ودافع عنها وساهم كثير في الحفاظ على كثير من نقوشها حتى هيأ لتلك القرية أحد ابناء محافظة القنفذة وهو المؤرخ حسن بن ابراهيم الفقيه الذي انكب على سر أعماق تلك القرية وكشف عن العديد من أسرارها في كتابة الفريد ” مخلاف عشم “.
وبدأت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني تنفيذ مشروع التنقيب الأثري في موقع عشم الأثري بمركز المظيلف بمحافظة القنفذة التابعة لمنطقة مكة المكرمة وهي مرحلة إستئناف للتنقب الذي كانت بدايته ١٤٠٢ هـ والمسوحات الأثرية الاخرى عام ١٤٠٧هـ، ويتركز المشروع الحالي على أعمال التنقيب في المنطقة المسورة للموقع الأثري والتحقق من كثافة المعثورات الأثرية، والكشف عن الأدوات والوسائل المصاحبة لأعمال التعدين. حيث ركزت أعمال التنقيب في السوق التجاري الموجود بالموقع ، وحوت قرية عشم بين جنباتها الحضارة الإنسانية لعصور الإسلام الأولى وتعد امتدادًا لحضارة كانت موجودة وأحداث كانت تدور في منطقة مكة وتخصها عن غيرها فقد كانت محطة لعبور القوافل من وإلى مكة فعشم، وارتبط اسمها في كتب التاريخ بمكة في إشارة لارتباطها الوثيق بها ، وهي اليوم تعد معلمًا تاريخيًا وأثريًا في بلادنا الحبيبة.

وبالرغم من هذه الأهمية فإن عشم تعد من المواقع الإسلامية الأقل ذكرا في المصادر العربية، وما كُتب عنها إلا معلومات متفرقة في بعض كتابات الجغرافيين المسلمين، وتفتقر إلى كثير من التفاصيل في المعلومات التي يحتاجها الباحث لمعرفة تاريخها، وأول من أشار إليها من هؤلاء الجغرافيين اليعقوبي المتوفى سنة 284، كما ذكرها ابن خرداذبة، والهمداني بأنها معدن ذهب، وذكرها كذلك المقدسي، البكري، الشريف الإدريسي وغيرهم، ومن أقوالهم يتضح أنها لم تكن مدينة أو بلدة عامرة فحسب بل كانت عاصمة لمخلاف من مخاليف مكة الجنوبية سمي باسمها مخلاف عشم وهو مطابق للواقع تماما.

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88