إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

أنت من تختار بين أن تكون ناجحًا أو فاشلًا

دائمًا ما يسعى الإنسان إلى البحث عن ما يشعره بالرضا، والراحة، والسعادة، والأمان، ونجده يلجأ خلال طريق حياته إلى إحداث بعض التغييرات فيها على المستوى الشخصى، أو العملى، أوالعلمى، أو الاجتماعى، حتى يصل إلى مبتغاه.

أحيانًا تأتي تلك التغييرات والمحاولات بنتائج سريعة وفورية يشعر بها، وأحيانًا لا تمنحه نتائج مضمونة، أو يحصل عليها ببطء شديد، وأحيانًا أخرى لا يستطيع الوصول لما يريد حتى لو كان جهده مضاعف.

ولأنه لا شىء في الحياة يمكننا الحصول عليه بسهولة؛ فهو يظل طيلة حياته يكافح ويكد ويحاول تذليل العقبات التى تواجهه، وفي أغلب الأوقات، لا تكون النتائج سريعة أو مضمونة، بل قد يواجه الكثير من العقبات التى تحول بينه وبين تحقيق الهدف أو الأهداف التى يسعى إليها.

قد يختلف البشر في طريقة التعاطي مع تلك العقبات:-

  • هناك من يحاول بالتفكير السليم والصبر والإصرار والإرادة تحليل المشكلة التى تواجهه حتى يصل إلى حل مناسب يمكنه من تفاديها،
  • وهناك من يستسلم للفشل ويكتفي بمحاولة واحدة، وليس لديه من الصبر ما يجعله يحاول مرات أخرى، فهو فاقدٌ للأمل، ملول كسول عاجز، يحتاج دائمًا لمن يوجهه ويفكر له.

هذا هو الفارق بين الإنسان الناجح والإنسان الفاشل، هذا هو التحدي والإصرار على النجاح.

وقد يكون ( الاستسلام) من أهم أسباب فشل الغالبية العظمى من البشر فى إنجاز الأعمال أو اكتساب المهارات الجديدة. الاستسلام أمام صعوبة البداية .. فتعلم أي شيء جديد في بدايته يكون صعبًا؛ لعدم الخبرة، أو لعدم التدريب عليه، أو لم تألفه عقولنا بعد، وهذه الصعوبة قد تجعل البعض يصاب باليأس والإحباط؛ لعدم قدرته على التعلم والإنجاز لهذا العمل الجديد، فيستسلم للفشل، ولكن البعض الآخر يصر على التعلم ويتحدى الصعاب حتى يصل إلى ما يريد، فيكون النجاح حليفه.

إذن أهم ما يفرق بين الإنسان الناجح والإنسان الفاشل في هذه الحياة هو التحدي، والتحدي هنا يكون أمام العقبات التي تعترض طريقنا في الوصول إلى الهدف، فالإنسان الناجح هو الذى يتحدى نفسه، وينتصر على مخاوفه، ويصر على بلوغ الهدف الذى يراه الجميع مستحيلًا. ولعل كل الذين نجحوا وكل الذين باتوا رموزًا في مجالاتهم قد أعلنوا التحدي حينما بدأوا طريقهم، وأول الأشياء التي تحدوها هي أنفسهم.

والفشل في أول الطريق لا يعني النهاية، بل لا بد من الاستمرار، وإيجاد السبل، والحلول المناسبة البديلة، وإعادة المحاولة مرة أخرى، ولا بد للإنسان الناجح  أن يعلم جيدًا أن الفشل يكمن فى الاستسلام لأول عقبة تواجهه، والرجوع إلى نقطة البداية، وربما إلى ما قبل نقطة البداية بكثير. أما النجاح فيكمن في التعلم من الأخطاء، والعمل على تفاديها وتكرار المحاولات، وعليه أن يضع هدفه وطموحه نصب عينيه، وأن يستعذب لأجل الوصول إليه كل العقبات، فكثيرًا من الناس يخططون لمستقبلهم ويضعون الأهداف التى يسعون إلى تحقيقها، ولكن نسبة ضئيلة منهم من يستطيع الوصول إلى هدفه.

تحدي الذات هو الذى يجعل الإنسان قادرًا على تحمل المسئولية، ناضجًا قوي الشخصية، يستطيع أن يرسم خطوات نجاحه على طريق حياته، كما تجعله شخصية إيجابية له دور هام وفعال في مجتمعه. فالرغبة في التحدي والقدرة عليه هو الذى يجعلنا نخترق المجتمع لنثبت ذاتنا فيه، فيزيد التحدي ويزيد النضوج، أما الأشخاص الغير قادرين على التحدي يظلوا أطفالًا، ضعفاء الشخصية، يعتمدون على الآخرين في كل شيء.

لذا .. عليك أن تختار بين أن تكون إنسانًا ناجحًا أو تكون نموذجًا للفشل.

بقلم/ جيهان السنباطى

مقالات ذات صلة

‫33 تعليقات

  1. فعليك أن تختار بين أن تكون إنسانا ناجحا أو نموذجا للفشل!
    جميلة كلماتك كالعادة وفي صميم الموضوع.

  2. الفشل في أول الطريق لا يعني النهاية، لكنه في كثير من الأحيان يكون إتاحة فرصة للمراجعة والاستراحة ثم المواصلة مجددا.

  3. تحدي الذات هو الذي يجعل الإنسان قادرًا على تحمل المسئولية، ناضجًا قوي الشخصية، يستطيع أن يرسم خطوات نجاحه على طريق حياته..
    صدقت أستاذة جيهان.

  4. صحيح كلامك لكن مش كل حاجة في حياتنا احنا اللي بنخترها ساعات القدر بيكون مكتوب بالفشل وساعات بالنجاح

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88