زوايا وأقلاممشاركات وكتابات

التربية البيئية في حياة الكشفية

نحن على أعتاب عقد المؤتمر العالمي “الكشفية وحماية البيئة” برعاية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – يومي الثلاثاء والأربعاء القادمين 7 – 8  / 6 / 1440هـ، والذي تُنظمه جمعية الكشافة العربية السعودية بمشاركة عددٍ من كشافي العالم، ومن المهتمين بالعمل الكشفي والتطوعي، وقد أحببت أن اشارك القراء بهذا الموضوع الذي استعنت فيه بمصادر من إصدارات المنظمة الكشفية العربية، لأهميته الخاصة، والعالم يعيش تحديات جمة على المستوى البيئي، وأن علينا أن ننظر نظرة شمولية لأدوارنا تجاه البيئة سواء دورنا تجاه أنفسنا، أو في تعاملنا وتوعيتنا للآخرين، وألا نقلل من شأن مساهمتنا، مهما كانت بالمقارنة بحجم الانتهاكات التي تحصل في البيئة، خاصة وأن مشاكل البيئة أصبحت اليوم الشغل الشاغل لكل فرد من أفراد المجتمع. ويبقى فتية وشباب الحركة الكشفية من أكثر فئات المجتمع تأثيرًا وتأثرًا بها، فهم من خلال ممارساتهم أو ممارسة أقرانهم يمكن أن يضروا بالبيئة قصدًا أو من دون قصد، غير أن بإمكانهم التقليل من حدة هذا التدهور والقضاء على أهم مشاكل البيئة، خاصة أن تحصل فتية وشباب الكشفية على تكوين وإعداد مناسب لهذا الدور خلال مرحلة تنشئته.

لقد أجمع المختصين في الحركة الكشفية على أن مفهوم التربية البيئية هو عملية اكتساب القيم والسلوكيات والمهارات اللازمة  لفهم العلاقات التي تربط الفتى والشاب بمحيطه الحيوي، والتدليل على حتمية المحافظة على المصادر البيئية الطبيعية وضرورة ترشيد مصادرها، وأن ذلك يمكن أن يتم من خلال الأنشطة البيئية الميدانية الذي هو مهمًّا في استكشاف المواقع البيئية، وتحديد المشكلات البيئية، والعمل على حل هذه المشكلات أو الحد منها، وبالتالي صيانة البيئة وتحقيق التنمية المستدامة، وذلك من خلال إدراك العلاقات المتبادلة بين الكائنات الحية من جهة وبينها وبين بيئتها من جهة أخرى.

وتشمل الأنشطة البيئية الميدانية والمبوبة في المناهج الكشفية لجميع المراحل زيارات لبيئات متنوعة، وزيارة المحميات الطبيعية، وحدائق الحيوان والنبات، ومزارع تربية الحيوانات والدواجن والأسماك والخيول، وزيارة الحدائق العامة والمنتزهات، إضافة إلى زيارة مراكز الإنتاج الصناعي والغذائي، وزيارة المراكز البحثية البيئية … إلخ.

إن تنفيذ الأنشطة البيئية الميدانية إضافة لما تحققه من أهداف مشار إليها تسهم في غرس قيم متعددة في نفوس الفتية والشباب منها: (قيمة حب الطبيعة وتقديرها، وقيمة المبادرة من أجل البيئة، وقيمة التعاون من أجل البيئة، وقيمة تذوق الجمال البيئي، وتقوية الوازع الأخلاقي والديني من أجل البيئة)، ولن يتحقق ذلك إلا بشروط منها إن الأنشطة البيئية الميدانية تسعى لتحقيق أهداف محددة وذلك من خلال الإعداد الجيد لهذه الأنشطة في مراحلها الثلاث (الإعداد والتخطيط، وتحديد الأهداف، وتحديد المكان).

إن تحديد الأهداف من النشاط الميداني غالبًا ما يتم وضع قائمة بالأهداف التي يسعى إليها النشاط الميداني، وقد تُرفق هذه القائمة بخطة زمنية؛ لتحقيق هذه الأهداف، وهذا مما يسهل تنفيذ العمل الميداني ويجعله منظمًا، وتحديد المكان، وهذا يعني قيام القائد الكشفي القائم على تنفيذ النشاط الميداني بزيارة إلى مكان التنفيذ، وهذا النشاط يسهم في تحديد الأعمال اللازمة التي سيتم تنفيذها من  قبل الفتية والشباب، وبالتالي يحقق نجاح العمل الميداني أفضل ما يمكن من نتائج مع التقليل من الهدر، وتلافي الأخطاء والأضرار التي قد تنتج عن تنفيذ هذا النشاط، ولا بد من قيام القائد المسئول عن تنفيذ النشاط البيئي الميداني بزيارة إلى موقع تنفيذ النشاط، ومن المفيد قيامه بوضع قائمة بالمهمات التي ستنفذ، والأسئلة والمشكلات التي سيتم الإجابة عليها، والعمل لجمع المعلومات عنها، وكيفية جمع المعلومات والتعليمات التي يجب الالتزام بها من قبل الفتية والشباب في النشاط، وأن يقوم في هذه المرحلة بالاجتماع مسبقًا بالفتية والشباب المشاركين بالنشاط ليوضح لهم الأهداف وشروط تنفيذ النشاط البيئي، وكل ما يتعلق بذلك لتعريف الفتية والشباب بالمهمات المناطة بهم والمكان الذي سيقومون بزيارته، والبرنامج الزمني، والاهتمام بمرحلة التنفيذ التي هي مرحلة مهمة من مراحل النشاط البيئي الميداني، ومرتبطة بشكل وثيق بمرحلة الإعداد والتخطيط، وبهذه المرحلة فإن القائد هو المرشد والموجه للفتية والشباب أثناء التنفيذ بعد أن تأكد من توضيح أهداف العمل وتوزيع الوثائق التي تشمل كل ما يلزم لتنفيذ النشاط بشكل ناجح، وبهذه المرحلة فعلى القائد أن يجيب عن الأسئلة التي تطرح من قبل الفتية والشباب، ويناقشهم فيها، وكذلك من مهامه أثناء مرحلة التنفيذ مراقبة أدائهم وعملهم في النشاط، وبالتالي يوجه الملاحظات اللازمة لتلافي الأخطاء، إلى أن يصل إلى مرحلة التقويم، وفي هذه المرحلة يتابع القائد ما توصل إليه الفتية والشباب من نتائج، ومنها إعداد تقييم، وهذا التقييم لا بد من أن يتضمن نتائج العمل الميداني والخطوات التي تضمنها تنفيذ هذا النشاط، وتبدأ عملية أو مرحلة مناقشة نتائج العمل الميداني وفقًا لما تضمنه التقييم، وهذا التقييم سيفيد في استخلاص العبر وتوجهات المستقبل.

??☘??☘??☘??☘??☘??☘

بقلم/ مبارك بن عوض الدوسري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88