إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

مَن يصنع خبزنا السياسي؟

بعد أن باتت السياسة لعبة مكشوفة الأوراق، غير محمودة العواقب، فإن الإعلام الجاد والفعل الثقافي الهادف، هما الرهانان الرابحان اللذان بقيا بحوزة الدولة، لتخليص مواطنيها من حُزمة المشاكل التي يتخبطون فيها.

قد نكون مواطنين صالحين، تثيرنا تلك الممارسات التي نعتبرها ظالمة، وتَعدٍّ صارخ على التفكير السليم للفرد، وتكبيلًا لحريته، كإلزامه بطريقة أو بأخرى باجتياز جسر دون آخر، ومحاولةُ إقناعه بأنه الطريق المُنجي، وأنه لا خيار يصلح غير الذي اخْتيرَ له بعناية.

هل مازلنا في عهد الوصاية؟ الواقع يكاد يؤكد الإجابة عن هذا السؤال، وأن الشعوب غير قادرة بعد على تكوين رؤية واضحة، سليمة وموضوعية، تجاه ما يحيط بها من أحداث، أي أنها قاصرة، لا تتجاوز نظرتها للمستقبل موطئ القدم. وبمنطق آخر، لا ينبغي أن تعلى العين على الحاجب! وقد يصح القول بهذا، لو كنا نتحدّث عن أمر مغاير، يتعلّق بقضايا فردية، لا قضايا مصيرية، الكلّ سيُتَّهمُ بالتقصير في حالة فسدت العجينة الموجودة بيد الخبّاز،ووالكلُّ سيؤاخذ، إن احترق الفرن وبداخله العجينة.

وبما أن المسألة لا تتعلق فقط بالفرد كمستهلك للخبز السياسي، بغض النظر عن استساغته للعجينة التي -وبشكل واضح للعيان- تعاني كثيرًا من الليونة، وجب علينا أن نطرح سؤالًا أراه من وجهة نظري مفتاحًا وسببًا لأمرين اثنين، الأول: لتغيير العجينة السياسية الوطنية ومكوناتها، وثانيهما: لتغيير الفرن أساسًا. وسؤالي يتعلق بمالك المخبزة ومسيِّرها، فمن هو؟.

الكاتب الجزائري/ طارق ثابت

مقالات ذات صلة

‫34 تعليقات

  1. هل مازلنا في عهد الوصاية؟ الواقع يكاد يؤكد الإجابة عن هذا السؤال، وأن الشعوب غير قادرة بعد على تكوين رؤية واضحة، سليمة وموضوعية، تجاه ما يحيط بها من أحداث.. للأسف حقيقة مرة تجعلنا إما لا مالين أو مشاركين بتليين العجينة السياسية.

  2. موضوع أكثر من رائع، وتحليل في محله، ويبقى السؤال معلقا، من يصنع خبزنا السياسي؟
    هل هي القوى العظمى في امريكا أم خباز آخر له فرن مختبئ في مكان ما؟

  3. مميزة هي مقالاتك التي تحفزنا للتفكير وتعيننا على طرح السؤال على أنفسنا أكثر من مرة حتى يعلق بأذهاننا ونفكر في كل خطواتنا في إجابته.

  4. تنقصنا دقيق الثقافة السياسية الذي يختلس الخباز من ثمنه ويصنع عجينا بقليل من الدقيق لينة وطرية ولا تصلح إلا للاحتراق!

  5. في بعض الشعوب العربيه السياسيه تعلب دور كبير في هدم الوطن وليس بناءة لأننا لدينا محمد اميه سياسيه

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88