إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

شعراء يحبون ويكرهون

تباريح مشتاق الأولى ستتناول ما يخص الشعراء مع المشاعر والأحاسيس ومع التسليم بأن الشعراء شأنهم شأن سائر الناس يحبون ويكرهون .. يعشقون ويبغضون يهوون ويستهوون لكن ما نريد الوصول اليه هنا هو توظيف الحب وصوته الغزل فيما يقع تحت وسم المنتجات الأدبية الإنسانية شعرا ونثرا ورواية ورسائل وحكايات في حين تتجلى المسألة أكثر رسوخا وبروزا في بناء القصيدة العربية سواء في الأزمنة الغابرة قبل ظهور الإسلام وبعده مرورا بكل التقلبات الزمنية فقلما تخلو القصيدة العربية من استهلالية غزلية حتى في الشعر الملحمي يأبى الغزل آلا أن يطل برأسه في مطلع القصيدة وإذا أردنا استعراض بعض النماذج للمثال لا الحصر نورد هنا بعضا من تلكم النماذج واليكموها موجزة ..!*
*ففي قصيدته ( البردة ) لم يكن سابق علم أو معرفة لدى أهل زمانه أن كان لكعب بن زهير حبيبة اسمها سعاد .. ومع هذا استهل معلقته الشهيرة :*
*بانت سعاد فقلبي اليوم متبول ….*
*متيم اثرها لم يفد مكبول …!*
*أما امروء القيس الملك الضليل ماكان يعرف حتى يومنا هذا من تكون حبيبته المعنية في قوله :*
*قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ..*
*بسقط اللوى بين الدخول فحومل ..*
*أما بشار بن برد فلقد عشق بأذنيه المحبوبة التي لم تعرف في قوله :*
*يا قَومِ أَذني لِبَعضِ الحَيِّ عاشِقَةٌ*
*وَالأُذنُ تَعشَقُ قَبلَ العَينِ أَحيانا*
*بدأ ذلك المنحى المتمازج بين الغزل والوقوف على الأطلال تناوبا أو بهما معا والذي ارتبط ارتباطا عضويا بالقصيدة العربية منذ تلكم الحقبة وتوارثته الأجيال الشعرية على ذات المنسج الى أواخر العصر العباسي تقريبا*
*فما سر طابع الحنين الى التراب والأنين على الأحباب الذي لازم استهلاليات القصيدة العربية*
*ومامدى الارتباط بين الميل العاطفي والغزل الوظيفي والذي يبدو وكأن معظمه مبتذل يساق قسرا للتغزل بالحبيب المجهول ثم ينثني الناظم الى انعطاف فيةالفخر والحماسة المتوقدة حتى في حمأة واشتداد أوار الحروب كما ظهر في الشعر الملحمي سؤال حائر ..؟!*
*فلعلنا نسمع أو نقرأ مايثري هذه المسألة من رأي سديد وطرح رشيد من خلال مشاركة الأخوة والأخوات القراء ..!*
*طابت أوقاتكم وعطرت أفياء أنسكم ..!*
ْ☘️??☘️??☘️??☘️??☘️??☘️??

بقلم الكاتب / أحمد بن مكي العلاوي 

مقالات ذات صلة

‫30 تعليقات

  1. أعتقد أنهم قديما كانوا يقدرون المشاعر الإنسانية خاصة المحبة فيبدأون بها قصائدهم ومنها الملحمية للتذكير أن من يحارب يستطيع أن يحب كذلك ولا تنتفي عنه إنسانيته.

  2. الموضوع يستحق التفكير حقا، وأتفق مع رأي الأستاذين حامد ودعاء في أن العرب قديما كانوا يقدرون المشاعر الإنسانية تقديرا عظيما خاصة الوفاء، فربما هذا ما دعاهم إلى ترسيخ ذلك في كل قصيدة يكتبونها.

  3. بدأ ذلك المنحى المتمازج بين الغزل والوقوف على الأطلال تناوبا أو بهما معا والذي ارتبط ارتباطا عضويا بالقصيدة العربية.. ربما كان ذلك نوع من التقليد لا أكثر..

  4. قد تكون نوعا من المجاراة والمباراة حيث كانت تقوم مباريات شعرية قديمًا وبعضها محاكاة لإبداء فصاحة أحدهم..

  5. جميل هذا الطرح، والأجمل إثراؤه بالمناقشة، لكننا نريد أن نسمع رأي كاتبنا خاصة وأنه يبدو ملما ببعض جوانب الشعر.

  6. بعض الغزل والبكاء على الأطلال حفظا لأصالة القصيدة العربية عن مثيلاتها والله أعلم.

  7. الموضوع جد شائك فربما يكون نوع من (الموضة) المتبعة في ذلك الوقت وإما أن يكون وفاء لذكرى الحبيب أو الوطن.

  8. معروف ان قصائد المعلقات لا تخلو بتاتا (؟من لا تكاد تخلو القصيدة العربية من استهلالية غزلية ) كما ذكرتم
    حتى انه قيل ان المقدمات هذه بعضها ينطوي على حب حقيقي والبعض الاخر مجرد وهم وخيال شاعر
    معلومات قيمة وجميلة …
    سلمت أناملكم وحفظ الله يراعكم ..وحفظكم الله

  9. القصائد الشرقية بوجه عام تميل للجانب العاطفي، ولا تكن الإشارات الغزلية فيها دائمًا هي إشارات حرفية، وإنما أحيانًا ما تكون إحالات لمقاصد أخرى لدى الشاعر، فباستثناء القصائد الغزلية المعروف أبطالها تاريخيًا وملحميًا مثل قيس وليلى وعنترة وعبلة وولادة والمستكفي، فكثير من المقاصد الغزلية في النظم الشعري تكون بهدف إحالات أخرى.
    أنا لماذا ترتبط الإحالة بالغزل فربما للطابع الشرقي الذي يمتاز برهافة المشاعر لدى المبدع والمتلقي، بالإضافة لميراث طويل من الحفاظ على ترتيب شكلي للقصائد الشعرية، غالبًا ما يهدف الشعراء للالتزام به.

  10. ممتاز رااائع…سر طابع الحنين الى التراب والأنين على الأحباب الذي لازم استهلاليات القصيدة العربية وهذا محمود بامتياز

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88