كتابة بقلب نقي

حيرني سؤال إحدى الطالبات “لماذا نكتب؟”
تقصد في سؤالها الكتابة بشكل عام في المناهج الدراسية، وكذلك الكتابات الأدبية من مقالات، وشعر، وقصص، ورواية، … وغيرها. ربما كان سؤالها لأني أتعمد جعل طالباتي يكتبن كثيرًا خلال الحصة الدراسية، لأني أحب أن أجعلهن أكثر نشاطًا سواء فكريًّا أو جسديًّا. وكنت أكثر حيرة منها في انتقاء الرد المناسب.

فهل نكتب لأننا نحب الكتابة، ولأنها هواية بدأناها منذ الصغر؟ أم نكتب لنحارب الجهل في مقالاتنا وننشر الوعي؟ أم نكتب لأننا نُفرغ ما بدوخلنا على الورق أو في الوقت الحالي على شاشات الأيباد، والحواسيب المحمولة؟، قد تكون كل ما سبق مجتمعة في فكر الكاتب العلمي أو الأدبي.

وفي كل الأحوال أنا ممن يعشقون الكتابة لمجرد أنها نوع من أنواع الترويح عن النفس، وفيها إفادة للعقل والروح، خاصة إن كانت باليد، فالبرغم من التقدم الحاصل بالتكنولوجيا إلا أن الكتابة باليد لها لذة وطابع مختلف.

وقد توصلت دراسة نشرتها جمعية علم النفس إلى أن تدوين الملاحظات بخط اليد العادي، وليس الكمبيوتر المحمول يُحسن الفهم، ويُطورالتخصص الوظيفي للمخ  الذي يدمج كلا من الإحساس والتحكم في الحركة، والتفكير.

كما أن كتابة جمل إيجابية عدة مرات  تُهدئ النفس والتوتر؛ فهي تجعل الإنسان أكثر سلامًا وراحة، خاصة من يعانون من مشاكل نفسية، وهذا ما أكده الدكتور/ مارك سيفر – الخبير في عالم الغرافيك والكتابة اليدوية.
فالمهارات التقليدية أهم وأثمن من أن نفقدها، خاصة عندما يكون لها الكثير من الفوائد، لا سيما على عقولنا. وقرار وزارة التعليم في إعادة مناهج الخط والإملاء كانت من أفضل وأصوب القرارات التي أُعيدت للتعليم.

وفي مقالي هذا تعمدت توضيح أهمية الكتابة لجميع الفئات العمرية في مجتمعنا المبدع، نعم فقد أبدع أبناؤنا وبناتنا في العديد من الوجهات، ونفخر بكل الإنجازات العظيمة التي نشاهدها في بلادنا الحبيبة، من قِبل أبنائنا المبدعين، ولكني أؤكد بضرورة الحفاظ على موروثات جميلة كالقراءة من الكتب، والكتابة بالقلم والورقة … وغيرها؛ لأن فيها متعة وجمال سيشعرون به حين يمارسونها بحب.

ولكم جميعًا كل الحب عبر كلمات كُتبت بقلب نقي ومحب.

☘️??☘️??☘️??☘️??☘️??☘️??

الكاتبة والأديبة العربية / ابتسام طه  عرفي