إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

دراسات في اللغة ج١ ( علم اللغة التاريخي )

اللغات دائما في عملية تغيّر و تحدث التغييرات على مستوى البنية الصوتية والقواعد والمفردات والمعنى. وقد لايعلم القارئ بمسمى علم اللغة التاريخي الذي أتناوله في زاويتي اليوم وهو دراسة تغيّر اللغة من خلال مقارنة اللغة في نقطتين (أو أكثر) من الزمن.

في القرن التاسع عشر تطور علم اللغة التاريخي بعد أن أدرك العلماء الأوروبيون وجود تشابه منتظم بين اللغة السنسكريتية ، واللغة الهندية القديمة، وغيرها من اللغات المعروفة ، مثل اليونانية الكلاسيكية واللاتينية. أشارت أوجه التشابه هذه إلى حتمية وجود علاقة وراثية. أي أنه يجب أن تكون هذه اللغات الثلاث منحدرة من لغة سالفة واحدة.

ولو لاحظنا لوجدنا أن اللغات الرومانسية تنحدر من لغة مشتركة ،متقاربة مثلما أنها تشترك بنبرات وأصوات ونطق فمثلا كلمة أم بالعربية نجدها في أخرى ( مامي / ما/ مووم / ماذر …)

وهذا جعل دراسة تطور اللغات والأرشفة لها تحتاج لتعمق بها نحو المنهجية على المقارنة بين اللغات الأخرى التي كان من الواضح أنها مرتبطة ارتباطا وثيقا ، على الرغم من عدم وجود سجلات مكتوبة للغة الأصلية، أو اللغة الأولية. 

وأنشغل علماء اللغة تاريخيًا بإعادة البناء الداخلي (internal reconstruction). وهي تنطوي على ملاحظة الأنماط في لغة فردية للوصول إلى فرضيات تتعلق بمرحلة سابقة لتلك اللغة، دون الأخذ بعين الاعتبار المعلومات من لغات خارجية. على سبيل المثال قول (إنه سعيد) أو  (إنه غير سعيد). يمكننا من خلال إعادة البناء الداخلي وصف هذه الاستثناءات بافتراض أنه يجب أن يكون هناك في الأصل كلمة غير .

كما يستخدم علماء علم اللغة التاريخي طريقة أخرى تسمى جغرافية اللهجة (Dialect geography). يتم رسم تفاصيل نطق الكلمات المختارة على الخرائط في جميع أنحاء المنطقة حيث يتم التحدث بلغة معينة لتحديد التفاصيل والحدود الجغرافية للهجات المختلفة، مثل اللغة الإنجليزية الشمالية والجنوبية الأمريكية.

ولا أنسى أن أوضح أن تطبيق طرق علم اللغة التاريخي على دراسة العديد من اللغات الأصلية وعائلات اللغات. من الممكن التعرف على اللغات التي تشبه بعضها البعض، من خلال تحديد عدد كبير من المتشابهات (الكلمات القادمة من مصدر واحد). من خلال المقارنة المنهجية بين أوجه التشابه والاختلاف في البنية الصوتية للمتشابهات، يمكننا إعادة بناء ما يجب أن يكون عليه نظام الصوت من اللغة السلف المشتركة، أو ‘اللغة الأولى’، لتفسير الشكل الحالي في اللغات المختلفة. تسبق الأشكال الأولية بعلامة النجمة للإشارة إلى أنها افتراضية.

ملخص 

يتم الآن تطبيق طرق علم اللغة التاريخي التي تم تطويرها واختبارها في دراسة اللغات الهندية الأوروبية، على دراسة اللغات في أجزاء أخرى من العالم.

☘️??☘️??☘️??☘️??☘️??☘️??☘️

بقلم الباحثة والناقدة د. شادن الفيصل 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88