إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

وداعًا الصديق ابراهيم الدربي

لحظات كثيرة تبدو العبارة غير منطقية. فالشخص والصديق الذي غادرنا حاولت أن أنساه لكن أشعر أنه لازال موجودًا…
صحيح  نعجز عن مصافحته كما عهدنا كل يوم ، لكنه أقرب إلينا من أن نصافحه . بعض الناس يرحلون في الخبر فقط، كأنهم يغادرون عالمنا الخاص ولا يمضون ولكنهم في القلوب يبقون وفي الذكريات التي زرعوها يُفتِّحون أزرار ورد يعبق منها عبير الحياة . بعض الناس تعجز عن تغييبهم المواقف فيبقون معنا، كأنهم هنا، بكلماتهم، بضحكاتهم، بالقلب الطيّب الذي أثمرت على شجرته صداقات خصبة ووفية وراقية . كأننا جميعاً في مكتب الوسط ما نزال هناك ياصديقي . كٌنا نستمع ونستمتع إلى كلماتك الذهبية الرزينة التي تزرع وتبعث الراحة فينا في الجلسات الهنيئة، نستمتع بحُسن جلسة هذا الوجه الوديع الشهي مثل عناقيد الرُطَب. من أين كنتَ تأتي بكل ذلك الإشراق في العمل ابا خالد مما زادنا حٌباً وتفانياً فأنت قبل كل شي الإنسان الكبير في تعاملك ، والفكر المرهف الشفّاف في أخلاقك . يا الله ! كيف اجتمعنا وتعارفنا يالها من صدفة جميلة ورائعة كانت بدايةً في مكتب الوسط كعمل فقط . لم تكن تبذل جهداً لتتجلّى في تمامك، وإنما هي طبيعة ثابتة فيك أن ينمو حولك الأحبة. البعض كان يراك معلما ومٌربياً، وآخرون رأوك إنساناً ، وغيرهم رأوك قائدا . لكنك كنت كل هؤلاء بأقل القليل من الجهد في نظري ، وكنت تُثمر تماماً مثل نخلة لا يُتعبها أن تُدَلِّي عناقيدها كل موسم. لم تكن تحمل القرآن الكريم في جيبك، لكنك كنت على الدوام آية في أخلاقك وصفاتك . هي عبارتك هذه التي باتت هويتك وواحدة من علاماتك الفارقة الصدق والشفافية والتواضع والابتسامة الصادقة نجم القيادة بلا منازع… إطلالتك ورسائلك التوجيهية  كانت تٌوحي بما هو آت. لذلك كرّسك القلب نجم تربوياً فريداً لا يقارن بأحد. تعال نستعيد بعضاً من أوقاتنا الجميلة ، وكل الاوقات بوجودك كانت جميلة، وأنت روح الفرح والمودة ، وهل ننسى طلعاتنا الأخوية خارج الميدان التعليمي وهمومه ، فلكم تراشقنا بورد الكلام وبالكثير من الضحك والطرائف. كم كنت مؤنساً في جلساتنا يا أبا خالد ، كم كان صدرك واسعاً وقلبك كبيراً. في جميع الظروف وتحت شتى ضغوطات الحياة والعمل ، كان وصولك يدقّ جرس الراحة والانشراح، وتتحول اللحظات إلى مواسم فرح وغبطة، وأنت كما أنت على الدوام، كلمة طيبة وتواضعاً جمّاً وفيض محبة وانساناً وفكراً وضعت التربية والإشراف ومكتب الوسط خاصةً في قلبك، فأزهر وبادلك الجميع محبة بمحبة، فكثر اصدقاؤك وفرح بك مٌحبوك . كان تواضعك يملأ المكان والزمان، وأنت تسمع وتناقش وتتقبّل الرأي والرأي الآخر ، يا صديقي الصدوق الذي لا أعلم كيف سلبك التقاعد من بيننا فجأة وأنت في قمة عطاءك وحيويتك ولكن هذه سنة الحياة وآن للاسرة أن تأخذ حقها الكامل من الرعاية والاهتمام ، أبا خالد كنت رائع المعشر حلو الروح لم تخدش رهافة أحد ولم تترك فرصة للمحبة إلا وبذلت فيها من ذاتك. وحين أوغلت في التعليم والإشراف ، حققت إشراقات النجاح الكبير، حافظت بشدة على تواضعك الذهبي وارتفعتَ كما سُحب الربيع المهاجرة، رافعاً معك رسالتك التعليمية والإشراقية إلى أسمى المراتب ، فإنك لم تتغيّر معنا وازددت قٌرباً إليَّنا بعد حصولك على درجاتك العلمية العالية ، ولم تاخذك مشاغلك العملية والحياتية منا، بل بقيت على ما أنت، سماء صافية تحتضن كل جمالات الحياة . وختاماً تمنياتي لك بالتوفيق مع اسرتك في حياتك الخاصة وأن يٌديم المولى عليك لباس الستر والعافية .
دمت في ود دوماً وابداً صديقي العزيز ابراهيم بن محمد الدربي العٌمري .
كتبه / صالح بن محمد العٌمري

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88