إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

حين يكون الصمت حكمة

قالت ابنة اختي الصغيرة ذات الست سنوات لوالدتي : إن كيس التمر الموجود على السجادة قد انسكب منه بعض الدبس على طرف السجادة .فأجابتها الوالدة: ارفعي الكيس واغسلي طرف السجادة فردت الصغيرة بهذه العبارة: ( الصمت حكمة ) تقصد أنني لو سكت لما كلفت بهذا العمل…

صغيرة في موقف صغير أدركت ماذا تعني هذه الحكمة ، فهل وعيناها أنا وأنت والثالث والرابع ومن يرى نفسه أنه في منتهى العقل والحكمة. كم من زلة لسان أوقعتنا في مأزق وأدخلتنا في متاهات نحن في غنى عنها . وما أبلغ قول رسولنا صلى الله عليه وسلم : من كان يؤمن بالله واليوم اﻵخر فليقل خيرا أو ليصمت. وجميل قول الشاعر:
ما إن ندمت على سكوتي مرة ***** ولقد ندمت على الكلام مرارًا
نعم كثيرا مايعيش اﻹنسان أسير لسانه أو قلمه فترة زمنية ولو لزم الصمت لعاش في هدوء وراحة بال . وقد قيل : الكلمة مالم تخرجها فهي ملكك فإذا خرجت أصبحت ملكها ، فلماذا نأسر أنفسنا بعد أن كنا أحرارا  بكلام  لم تضطرنا الحاجة إليه؟
ما أجمل أن يلتزم اﻹنسان الصمت مالم تدع الحاجة للحديث إﻻ في الدعوة إلى الله أو اﻷمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال عز وجل :  لا خير في كثير من نجواهم إﻻ من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس.  … هناك نوعية من البشر تحب أن تستأثر بالمجلس  وتتصدر قائمة المتحدثين ﻻتترك مجاﻻ من المجاﻻت إﻻ وتدعي أنها تملك عنه معلومات ﻻ حدود لها تقاطع هذا وتستخف بكلام  هذا وتحتقر رأي اﻵخر ﻻتبالي بتجريح المشاعر واحتقار اﻵخرين ناهيك عن الخوض في الأعراض …
 حذار حذار أن تكون  من هذه الفئة حتى ﻻ يكون حضورك مكروها في المجالس و يتحاشى من حولك الدخول في الحديث معك وأنت ترى نفسك فارسها.    قال الشاعر :
احفظْ لسـانَك أيـها الإنــسان … لا يلدغــنَّك إنَّه ثعبــــانُ
كم فى المقابرِ من قتيلِ لسانِه … كانت تهابُ لقائَه الشجعانُ
احفظْ لسانَك واستعذْ من شرِّه … إنَّ اللسانَ هو العـدو الكاشــحُ
وزنْ الكلامَ إذا نطقتَ بمجلسٍ … فإذا استوى فهناك حلمُك راجحً
الصمت زين والسكوت سلامة … فإذا نطقت فلا تكن مكثارا
فإذا ندمت على سكوتك مـرة … فلتندمن على الكلام مرارا
ليكن لك وزنك بين الناس ولحديثك قيمته فإن الشخص الثرثار يفقد قيمته وتقل هيبته وﻻيقام لكلامه وزنًا . وحري بنا جميعُا أن نلتزم أداب الحديث التي سأوجزها في نقاط:    
– التزام الصمت مالم تدع الحاجة للحديث.
 – وزن الكلام  قبل النطق به.
– الحديث بقدر الحاجة.
–  مراعاة مشاعر السامع.   
– عدم مقاطعة المتحدث
– اﻹصغاءالجيد للمتحدث.  
– عدم إدعاء العلم والمعرفة بكل شيء.  
– عدم احتقار رأي اﻵخر ولو كنت غير مقتنع به.
– لا تدخل في جدال ومناقشات ﻻفائدة منها.
-إبد وجهة نظرك في الموضوع وﻻ تصر على اقتناع اﻵخرين بها.   
– تجنب  كثرة الجدل والنقاش العقيم ففي الحديث: أنا زعيم لبيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقًا   
– إياك والوقوع في أعراض الناس. 
– وأخير تذكر أن عن يمينك وشمالك كراما كاتبين يعلمون ماتفعلون .
  أللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه

فاطمة بنت عبدالعزيز العبيد

 

مقالات ذات صلة

‫14 تعليقات

  1. ياكثر الثرثارين والمزعجين الشخص الثرثار كثير الكلام قد يكون مصدر ازعاج واذى هائل ، ولهذا فانت المتلقي عليك اتباع اسلوب تستخدمه في التعامل معه حتى يستطيع ان يتوقف عن الثرثرة مثل ماقلت دكتورة فاطمة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88