إسبوعية ومخصصةزوايا وأقلام

حرامٌ على حواء، و حلالٌ لآدم

 في ركب الحياة؛ و في خِضمِ أحداثها، توالت التغييراتُ في تسارعها عَلى يد أفكارِ الذكورية التي استفحلتْ في العقول ليأتي السلوكُ داعماً لها دون الوقوف برهةً على عتبة المنطق لتحليل ماهية أركانها.
لم يعد مسموحاً للمنطق!
هل تُحرمُ الحرية على حواء دون آدم؟!
و هل يحقُ لآدم الحب دون حواء؟!
و هل يحقُ لآدم تفسير سلوكيات حواء بمنطق الذكورية دون الاكتراث بإنسانية حواء؟!
تجولتْ عدستي الفكرية بين سلوكيات آدم و حواء، فوجدتُ أننا نتبنى أفكاراً لا منطق فيها، رأيتُ أنه يُحرم على حواء مصادقة آدم بينما يـحلل له ذلك على مبدأ حرمانية الاختلاط، بينما الاختلاط محرمٌ على كليهما إن أردنا التفكير بمنطقه. رأيته ينظر لعلاقات حواء مع هذا و ذاك انحلال دون التفكير في خُلقها و صفاء نية مع تعاملهم، نظر إليهم بعدسة ان لا يكسر آدم شيٌ، بينما حواء زجاجٌ تكسره كلمة حتى و إن كانت زائفة!
رأيتُ أنه حكم على حرية حركتها هنا و هناك نوعاً من الانحلال و نسي أنها بشرٌ من إحساس تحتاج مثله لتنفس الحياة تبعاً لعاداتٍ تحفظ عطر خُلقها في كل الأروقة.
رأيتُ نظرةَ استخفافه بتوليها منصباً يجعلها مسؤولة عنه و كأنها لا تستحق التفوق بينما يستحقه هو حتى و إن كان لا مبالياً لضمير عمله على مبدأ أن الرجال قوامون على النساء، لدرجة أن يمنعها من تسمية أطفالها بنفس الحجة، و كأن القوامة في تسلطه عليها
و تناسى أنها في وجوب رعايته لها لا الحكم على إنسانيتها بالسجن الذكوري.
و الغريب أن أحدهم برّرَّ خيانة آدم بأنه يُمكنه الزواج من تلك التي يعرفها، و نسي أنه لا هوادة في الخيانة فهي واحدة دينياً و عرفاً.
و يقول آخر في مسلسل دجنة الذكورية، لماذا تخرج الى المطاعم! و لماذا تمشي في الطرقات! و لماذا تركب السيارة فهذا كله حرامٌ.
من قال لفكره الصغير أن الحلال له دون حواء و الحرام عليها دونه، الحلال بينِ و الحرام بينِّ.
و المؤسف أن بعضهم يدعي أنه متفتحٌ لحواء يتحدث عن حريتها أمام جمهورها بينما يلعن أفكارها بين جمهوره،
نهاية القول،،،
إن كانت تلك أفكار مجتمع الذكورية، فلا زال هناك من يرى حواء بعينٍ شفافة لا يشوبها ظلام الذكورية.  

((((((((((((((((((

بقلم الكاتبة/ ريــٰم غٰـٰٰـنام

الأردن

 

مقالات ذات صلة

‫16 تعليقات

  1. مقال يستحق القراءة وفعلا الرجال دايما يرون انفسهم شعب الله المختار .. كلام في الصميم شكرا ريم على هذا المقال .

  2. هذا مقال فيه ظلم لنا نحن الرجال هناك نساء لايستحين ويظلمن رجالهن ويطالبن بالمساواة وبحقوق مو الهن وقالك هذا تقدمية وتطور الرجل. رجل والمرة مره مايصبر شيء غير هالشي مهما كتبتوا وقلتم

  3. اعجبني المقال لانه يحاكي واقع من يظلمون حواء ويتجنون عليها والله تعالى قال في كتابة الرجال قوامون وليس ظالمون للنساء وايضا قال الرسول صلى الله عليه وسلم النساء شقائق الرجال

  4. في المقال اجحاف بحق الرجل وانا مع الاخ ابو حماد في مقال لازم الكاتبة تتبع حركات النساء في العصر الحالي ..لتعرف انها ظلمتنا واجحفتزفي حقنا

  5. الادهى ان فيه استاذة ريم رجال يستعرون من حواء ويعاملون الكلاب معاملة احسن من معاملتها ومشكلتهم ينظرون انهم لهم حق العيش وهب عليها الموت كأننا بالجاهلية

  6. مااعرف وش تبون أيها الحريم كل شيء قدمناه لكم سمحوا لكم بالاختلاط والقيادة ومنافسة الرجل في سوق العمل ومازلتم تكتبون انكم مظلومات وتصلحون جمعيات للمطالبة بالحقوق ماادري ليش ؟!

  7. لقد قرر الإسلام المساواة كمبدأ عام بين الناس جميعا , وجعله مهيمنا تسري روحه كدعامة لجميع ما سنه وقضى به نظام وأحكام تضبط علاقات الأفراد رجالا ونساء , وكان من تقديره لقيمة الإنسانية المشتركة بين الرجل والمرأه ان لافرق بينهما بالتكاليف والمثوبة والعقاب …ولكن مادكرته الكاتبة من مواقف هي موجودة في مجتمعاتنا وبكثرة ولم تطلم الكاتبة احد بل قالت الصدق .

  8. التمييز بين الرجل و المرأة وكون المرأة في منزلة أقلّ من الرجل هو مفهوم عالميّ، ولكنّه يختلف بحدّته من مجتمع إلى آخر، وخلال فترات زمنية معيّنة داخل المجتمع نفسه، وكل إمراة في الغرب او الشرق تجد ذلك التفريق واضح

  9. قانون الطبيعة يختلف عن مانكتب ونعتقد والشرع حدد كل الحقوق والواجبات وما تحدد من البشر اخالفك استاذه ريم غنام رايك في ماكتبت لانه لم تظلم المراة ابدن

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88